يستعد الشريط الساحلي التابع لعمالة المضيق-الفنيدق، المعروف باسم “تامودا باي”، لاستقبال آلاف الزوار المغاربة والأجانب خلال فصل الصيف، بتنزيل رؤية جديدة تقوم على تحسين جودة الخدمات العمومية وتعزيز جاذبية المنطقة، باعتبارها وجهة سياحية متميزة.
وعملت سلطات عمالة المضيق-الفنيدق على إطلاق سلسلة من المبادرات غير المسبوقة لتوفير ظروف استقبال مثالية للمصطافين، تتماشى والسمعة الطيبة التي راكمها هذا الشريط الساحلي على مدى السنوات الماضية.
ويمتد شريط “تامودا باي” على مسافة تقارب 35 كيلومترا، من مدينة مرتيل إلى قرية بليونش الساحرة، التي تتموقع في أقصى شرق مضيق جبل طارق، متكئة على سفح جبل موسى، ومخبأة بين الجبال في مشهد طبيعي فريد يأسر الأنظار.
وتعد هذه المنطقة من أبرز الوجهات التي يقصدها المصطافون المغاربة، لما تتمتع به من مياه بحرية صافية، وتيارات هادئة، ورمال ذهبية، فضلا عن التشكيلات الصخرية التي تضيف إلى تجربة السباحة والغوص طابعا ممتعا ومميزا .
ويزخر المجال الترابي لعمالة المضيق-الفنيدق بعدد من الشواطئ الخلابة التي تلبي مختلف الأذواق، نذكر منها شواطئ مرتيل، كابو نيغرو، رينكون (المضيق)، كابيلا، اسمير، ألمينا، طريس بييدراس، والريفيين، وغيرها من الشواطئ التي تحظى بإقبال واسع، كما تحتضن المنطقة ثلاثة موانئ ترفيهية تستقطب أصحاب القوارب واليخوت، مما يعزز من مكانتها كوجهة سياحية فاخرة.
ومع حلول فصل الصيف، يتضاعف عدد السكان في مدن مرتيل والمضيق والفنيدق، التي تتوفر على وحدات سكنية ومنتجعات سياحية خاصة بالاصطياف، ما يفرض ضغطا كبيرا على البنية التحتية ويطرح تحديات على السلطات المحلية لضمان السير الحسن للموسم الصيفي.
وتعد هذه الفترة من السنة محطة حيوية في الدورة الاقتصادية للمنطقة، إذ تشهد مختلف الأنشطة التجارية والخدماتية انتعاشا ملحوظا، مما يساهم في دعم الاقتصاد المحلي وخلق فرص عمل موسمية.
لذلك، فإن نجاح الموسم الصيفي في “تامودا باي” يتوقف على قدرة مختلف الفاعلين المحليين على التدبير والتنسيق المحكم وتوفير شروط الأمن والنظافة والتنظيم الجيد، إلى جانب الحفاظ على المؤهلات البيئية والطبيعية للمنطقة، بما يضمن استدامة السياحة ويعزز من إشعاعها على المدى البعيد.
وككل سنة، تنطلق الاستعدادات مع بداية كل عام، حيث تعقد اجتماعات بمشاركة كافة المتدخلين، من سلطات ومنتخبين وشركات التدبير المفوض للخدمات العمومية والمصالح التقنية، لتحديد خريطة عمل لتهيئة الفضاءات الحضرية والساحات العمومية والارتقاء بالخدمات العمومية، كالإنارة وتوزيع الماء والكهرباء ومحاربة نواقل الأمراض وغيرها.
وجرى هذه السنة خلق 14 لجنة موضوعاتية قصد التتبع ورصد جميع الاختلالات التي تهم جمالية وجاذبية المنطقة والتنسيق لمعالجة هذه الاختلالات في الحين وبالسرعة المطلوبة.
بالمناسبة، أبرز رئيس قسم الشؤون الاقتصادية والتنسيق بعمالة المضيق-الفنيدق، رشيد أولقاضي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن عمالة المضيق-الفنيدق تعتبر وجهة سياحية متميزة بفضل المؤهلات التي تزخر بها، وكذا المجهودات المبذولة من طرف مصالح العمالة إلى جانب باقي المتدخلين والرامية إلى توفير شروط استقبال الزوار والمصطافين في أحسن الظروف.
وأضاف المتحدث أنه تم اتخاذ مجموعة من الاجراءات والتدابير غير المسبوقة، منها على الخصوص إصدار قرارات عاملية تهم تدبير الموسم الصيفي وتنظيم الشواطئ، بما يضمن جاذبية شواطئ عمالة المضيق-الفنيدق، بما يرقى إلى مستوى تطلعات المصطافين والزوار، وتجعلهم يعودون كل سنة إلى المنطقة لقضاء فصل الصيف.
كما تم تشكيل لجان موضوعاتية تهم 14 قطاعا قصد تتبع ورصد جميع الملاحظات التي تهم جمالية وجاذبية المنطقة.
وأضاف أن مصالح العمالة، وعلى مدار السنة، تعمل على توفير شروط السلامة والامن والنظافة، مع تكثيف هذه العمليات خلال الموسم الصيفي، وخاصة فيما يتعلق بمراقبة المحلات المفتوحة للعموم والمؤسسات السياحية، مشددا على الحرص على استقطاب وتنظيم أنشطة ثقافية ورياضية وفنية متميزة، في الفترة الصيفية، من أجل المساهمة في جاذبية هذه الوجهة السياحية.
ومع انطلاق الموسم الصيفي، تبدو عمالة المضيق الفنيدق ومعها شواطئ “تامودا باي” مستعدة لاستقبال زوارها في حلة جديدة، بما تعكس الدينامية المتجددة لشواطئها ورغبة من مسؤوليها في ترسيخ موقع شواطئ العمالة كوجهة سياحية مفضلة لدى جميع المغاربة والأجانب.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.