05 يونيو 2025

الصحراء المغربية.. الدعم البريطاني لمخطط الحكم الذاتي يعزز الدينامية الدولية لتسوية نهائية لهذا النزاع (خبير بريطاني)

الصحراء المغربية.. الدعم البريطاني لمخطط الحكم الذاتي يعزز الدينامية الدولية لتسوية نهائية لهذا النزاع (خبير بريطاني)

اعتبر الخبير البريطاني في الشؤون الأمنية، السير سايمون مايال، أن الدعم الذي عبرت عنه المملكة المتحدة لمخطط الحكم الذاتي المغربي يندرج في إطار تعزيز الدينامية الدولية الرامية إلى التوصل إلى تسوية نهائية لقضية الصحراء، في إطار السيادة المغربية.

وأوضح السير مايال، في تحليل نشرته صحيفة دايلي تلغراف البريطانية، اليوم الثلاثاء، أن دعم بريطانيا لمخطط الحكم الذاتي المقدم من طرف المغرب “يجعل الدبلوماسية البريطانية تتماشى أخيرا مع مواقف الحلفاء الغربيين الرئيسيين، وعلى رأسهم فرنسا، إسبانيا والولايات المتحدة”.

وكان وزير الشؤون الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، قد أعلن، خلال زيارته يوم الأحد إلى المغرب، عن دعم المملكة المتحدة لمخطط الحكم الذاتي، واصفا إياه بأنه “الأساس الأكثر مصداقية وقابلية للتطبيق وبراغماتية” من أجل تسوية النزاع الإقليمي حول الصحراء.

وقد جدد الوزير البريطاني التأكيد على هذا الموقف، يومه الثلاثاء، خلال جلسة بمجلس العموم، مبرزا أن “هناك فرصة حقيقية، بفضل انخراط دولي متجدد، لإحداث اختراق في هذا النزاع الذي طال أمده”.

وفي تحليله، أشار السير مايال، الذي شغل سابقا منصب مستشار بوزارة الدفاع البريطانية، إلى أن هذا الموقف الجديد للمملكة المتحدة “يغير قواعد اللعبة داخل مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، ويرسي أسس حل نهائي ودائم لهذا النزاع”.

وأكد أن “مثل هذا الحل يعد دون شك الأمل الأفضل لتحقيق الازدهار والتنمية الاقتصادية والبشرية في هذه المنطقة، بل ويتعداها”، مشددا على أن الدعم البريطاني لمخطط الحكم الذاتي المغربي، المقترن بعدد من المبادرات الثقافية والاقتصادية ذات الاهتمام المتبادل، “يندرج ضمن الرؤية الدبلوماسية الواقعية” التي يتبناها حاليا الحزب العمالي الحاكم في بريطانيا.

وأضاف الخبير البريطاني أن هذا الدعم يجسد أيضا إقرارا من الحكومة البريطانية بأن “التحولات السياسية في إفريقيا بصدد التسارع من جديد، وبأن المملكة المتحدة مطالبة بتحديد هوية شركائها الحقيقيين، ومع من يمكن بناء علاقات موثوقة وآمنة، ومن هم الفاعلون الذين يمثلون فرصا حقيقية لتنمية القارة وإيجاد حلول لتحدياتها”.

كما ذكر السير مايال بأن المغرب استثمر بشكل مكثف في أقاليمه الجنوبية، ما مكن من خلق آلاف مناصب الشغل وفتح الطريق أمام نموذج تنموي مستدام ومتميز.

وفي السياق ذاته، توقف الخبير البريطاني عند الشراكة الاستراتيجية التي تربط المغرب بالمملكة المتحدة، والتي من المنتظر أن تعرف دفعة جديدة عقب الاتفاقات المبرمة خلال زيارة السيد لامي إلى الرباط.

وأكد أن هذه الشراكة المتجددة بين الرباط ولندن باتت اليوم تستند إلى رؤية موحدة إزاء قضايا الأمن والاستقرار والازدهار الإقليمي، في سياق إفريقي يعرف تحولات متسارعة، مشيرا إلى أن المغرب أثبت فعاليته كـ”حصن منيع ضد الإرهاب والتطرف والجريمة المنظمة والهجرة غير النظامية والأنشطة المزعزعة للاستقرار في إفريقيا جنوب الصحراء”.

واختتم السير مايال تحليله بالتأكيد على أن العلاقات بين المغرب والمملكة المتحدة، التي تمتد لأكثر من ثمانية قرون من التبادل الدبلوماسي، تدخل الآن “مرحلة استراتيجية جديدة تتسم بالتزام ملموس وإرادة مشتركة لمواجهة التحديات الإقليمية سويا”.

من جهة أخرى، واصلت كبريات الصحف البريطانية، الصادرة اليوم، تخصيص حيز واسع للتعليق على الدعم البريطاني لمخطط الحكم الذاتي المغربي، مبرزة أهمية هذا القرار في الدفع نحو حل نهائي لقضية الصحراء.

و م ع


أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.