05 يونيو 2025

لموسم الحج مكانة رفيعة لدى المغاربة تجلت في العناية الخاصة التي أحاط بها ملوك الدولة العلوية أداء هذه الفريضة (رئيس مجلس علمي محلي)

Maroc24 | مجتمع |  
لموسم الحج مكانة رفيعة لدى المغاربة تجلت في العناية الخاصة التي أحاط بها ملوك الدولة العلوية أداء هذه الفريضة (رئيس مجلس علمي محلي)

أكد عبد الحق الأزهري، رئيس المجلس العلمي المحلي لإقليم شيشاوة، أن المغاربة أولوا موسم الحج مكانة رفيعة عبر العصور، تجلت، بالخصوص، في العناية التي أحاط بها ملوك الدولة العلوية أداء هذه الفريضة، فضلا عن مظاهر اهتمام أخرى ذات أوجه سياسية واجتماعية واقتصادية.

وأبرز السيد الأزهري، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن اهتمام المغاربة بهذه الفريضة نابع، بالخصوص، من اعتناقهم للديانة الإسلامية، ومن كون الحج من أركان الإسلام، مصداقا لقوله تعالى: “ولله على الناس حج البيت”، وقوله أيضا “وأتم وا الحج والعمرة لله”، مشيرا إلى أن من مظاهر هذا الاهتمام ما يكتنفهم من أشواق لأداء هذه الفريضة، خاصة وأن الله تعالى أكمل الإسلام بالحج.

وأضاف أن من مظاهر هذا الاهتمام أيضا حرصهم عبر العصور على تدوين وقائع رحلات الحج، كما هو الحال في رحلات ابن سعيد المغربي الأندلسي (610 هـ-685 هـ)، وابن رشيد السبتي (657- 721هـ)، والعبدري (توفي نحو 700 هـ)، والتجيبي (توفي عام 730هـ)، وأبي يعقوب البادسي (توفي عام 734هـ)، وابن جابر الوادي آشي (673 – 749هـ)، فضلا عن ابن بطوطة والبلوي وابن خلدون، والقلصادي، وابن الصباح.

وبعد أن أكد أن مظاهر اهتمام المملكة المغربية بالحج تعددت من خلال أوجه سياسية واجتماعية واقتصادية، أبرز السيد الأزهري أن من اختصاصات إمارة المؤمنين إقامة رحلات الحج مع مراعاة أسيقة الزمان وتطوره، مشيرا، في هذا الصدد، إلى مضامين الرسائل الملكية التي تتلى على الحجاج كل عام.

وسجل السيد الأزهري، من جهة أخرى، أن من المظاهر الدالة كذلك على هذه المكانة الاهتمام الصحي، من خلال مراقبة الصحة العامة للحجاج، وما يكتنف ذلك من إجراءات صحية حرصا على توفير شروط راحتهم في الحل والترحال، وتمكينهم من الأداء الأمثل للمناسك، بفضل ما يتم توفيره لأفواجهم في الديار المقدسة من أطر متعددة الاختصاص، ترافقهم منذ مغادرتهم إلى عودتهم.

ولاحظ السيد الأزهري، من جانب آخر، أنه يظهر من خلال خريطة رحلة الحج أن “المملكة المغربية من أكثر دول شمال إفريقيا استفادة من خط سير قافلة الحج”، مشيرا إلى أن “الطريق أكثر استغراقا للمال من المكث في مكة أو المدينة، فلا ينفق بمكة أو المدينة إلا القليل من المال مما يتعلق بالمبيت وبعض الطعام، وإلا فإن أكثر المال يستغرقه الطريق، فيكون أهل الطريق أكثر استفادة وأعظم مالا”.

وأضاف أنه من المعلوم، كذلك، أن الطريق يستغرق أكثر وقت الرحلة، علما أن موسم الحج الشرعي لا يعدو خمسة أيام للمتعجل وستة أيام لغير المتعجل، فيما تقضى بقية الشهور والأيام في طريق الرحلة ذهابا وإيابا، فينهل الناس من أخلاق وعادات أهل الطريق كثيرا لشدة مخالطتهم، حتى إنهم ليتزوجون منهم، ويعلمونهم أو يتعلمون منهم، ويعقدون معهم الأحلاف والاتفاقات وغير ذلك مما هو مذكور في كتب الرحلات.

وأبرز أنه لذلك أوصى ملوك الدولة العلوية رعاياهم بالأخلاق العالية وأن يمثلوا بلدهم، في موسم الحج، أكمل تمثيل، متحلين بقيم الإسلام المثلى، من أخوة صادقة وتسامح شامل وتضامن فعال.

وبخصوص أثر رحلة الحج في ترسيخ التعاليم السمحة للدين الإسلامي قال السيد الأزهري إنه يمكن إجمالها في عدد من النقاط منها، على الخصوص، تمثيل القيم العليا للمملكة وتجسيد الحضارة المغربية والتشبث بالمقدسات الدينية والوطنية، والحرص على الوسطية والاعتدال والوحدة المذهبية والدعاء لولاة الأمور لما يبذلونه من حماية الدين وسياسة الدنيا والتحضيض على الدعاء في أوقات هي مظنة للاستجابة.

وتجدر الإشارة إلى أن عدد حجاج حصة المملكة المغربية بلغ 34 ألفا، 22 ألفا و400 منهم في التنظيم الرسمي، و11 ألفا و600 من تنظيم وكالات الأسفار. وقد انطلقت أول رحلة من المغرب إلى الديار المقدسة يوم 14 ماي الماضي.

وقبل مغادرتهم مطار الرباط-سلا، استمع حجاج الفوج الأول إلى الرسالة السامية التي وجهها أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، إلى الحجاج المغاربة، والتي حثهم فيها جلالته، بالخصوص، على التحلي “بقيم الإسلام المثلى من أخوة صادقة وتسامح شامل وصبر جميل وتضامن فعال”.

وقال جلالة الملك في رسالته إلى الحجاج المغاربة برسم موسم حج سنة 1446هـ، “إننا نخاطبكم من منطلق الأمانة العظمى التي أناطها الله تعالى بنا بصفتنا أمير المؤمنين وهي أمانة حماية شعائر الإسلام، وفي مقدمة هذه الحماية تمكين المؤمنين والمؤمنات من أداء واجباتهم الدينية لاسيما إذا تعلق الأمر بركن عظيم من أركان الإسلام، مثل الحج”، مضيفا جلالته “ولقد يسرنا ذلك والحمد لله بما أصدرنا من تعليماتنا لوزيرنا في الأوقاف والشؤون الإسلامية من أجل التحضير لهذا الأمر تدبيرا وتنظيما وتأهيلا علميا وتوعية روحية، ذلك لأن أداء ركن الحج يستوجب الاستعداد للسفر والإقامة استعدادا روحيا يتوقف عليه الأداء المطلوب للمناسك وفق ما جاء من الشروط في الكتاب والسنة…”.

و م ع


أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.