29 مايو 2025

الاجتماعات السنوية للبنك الإفريقي للتنمية 2025.. حوار مع أشرف ترسيم، الممثل القطري للبنك في المغرب

Maroc24 | اقتصاد |  
الاجتماعات السنوية للبنك الإفريقي للتنمية 2025.. حوار مع أشرف ترسيم، الممثل القطري للبنك في المغرب

خص الممثل الق طري للبنك الإفريقي للتنمية بالمغرب، أشرف ترسيم، وكالة المغرب العربي للأنباء بحوار على هامش الاجتماعات السنوية للبنك، التي تتواصل إلى غاية 30 ماي الجاري بأبيدجان :

– ما هو تقييمكم لحصيلة عمل البنك في السنوات الأخيرة؟ وما هي القطاعات ذات الأولوية لدعم التنمية بالمغرب؟

منذ تعييني قبل أكثر من ثلاث سنوات، تمت تعبئة ما يفوق ملياري أورو لفائدة المغرب، وهو ما أتاح دعم مقاربة شاملة للتنمية. وشملت هذه التعبئة قطاعات محورية، كالتنمية البشرية والاجتماعية، والصناعة، والقطاع المالي، والماء والتطهير، والطاقة، والنقل، والتنمية المجالية، والفلاحة.

وبفضل هذه الجهود، بلغ إجمالي الالتزامات التراكمية للبنك منذ بداية عملياته في المغرب سنة 1978 ما يناهز 15 مليار دولار، خص صت لتمويل أزيد من 150 مشروعا وبرنامجا .

ومن أجل مواكبة دينامية التنمية في المملكة وتعزيز جاذبيتها وتنافسيتها، تم إعداد خارطة طريق جديدة من خلال الاستراتيجية الق طرية 2024/2029، التي ترسم معالم الشراكة حول محورين رئيسيين:

– أولا ، دعم النمو الشامل عبر تطوير الكفاءات، وتعزيز قابلية التشغيل، وتشجيع روح المبادرة.

– ثانيا ، تقوية القدرة على الصمود أمام الصدمات الخارجية، عبر تطوير بنيات تحتية مستدامة.

– ماذا عن المشاريع الهيكلية للبنيات التحتية التي يدعمها البنك؟

بشكل ملموس، دعم البنك مشاريع كبرى للبنى التحتية، على غرار مركب الطاقة الشمسية “نور ورزازات”، الذي ي عد من بين الأكبر في العالم، وميناء “الناظور غرب المتوسط” الذي يمثل منصة استراتيجية للتجارة البحرية الإقليمية.

وهكذا، ساهم البنك في تحديث شبكات النقل والطاقة، وهو ما عزز من تنافسية المغرب على المستوى الدولي.

وتنوعت هذه التدخلات لتسريع وتيرة التصنيع، وتحسين الربط الترابي عبر الاستثمار في شبكات الطرق، والسكك الحديدية، والنقل الجوي، والموانئ، بما ي واكب استعدادات المغرب لاستضافة كأس العالم 2030 في أفضل الظروف. ومن بين القطاعات الاستراتيجية أيضا ، قطاع الماء والتطهير، حيث دعم البنك عمليات واسعة النطاق في مجال تحلية مياه البحر في إطار الجهود الرامية لمواجهة استمرار الجفاف كأحد آثار التغير المناخي.

فقد قمنا، بشراكة مع مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، بتعبئة 180 مليون دولار لبناء ثلاث محطات تحلية متنقلة، بطاقة إنتاج سنوية إجمالية تبلغ 110 ملايين متر مكعب، تشتغل بالكامل بالطاقة المتجددة.

وسيساهم هذا المشروع في تلبية الحاجيات الصناعية لآسفي والجرف، من خلال تأمين ما يصل إلى 75 مليون متر مكعب من المياه الصالحة للشرب لفائدة 1,5 مليون نسمة في آسفي والجديدة.

وحتى اليوم، تتجاوز مساهمتنا الإجمالية في قطاع الماء 1,5 مليار أورو. وقد شملت المشاريع الم نجزة مناطق عدة، من الرباط والدار البيضاء إلى مراكش، مرورا بجرسيف وزاكورة والحسيمة وطنجة، ما أدى إلى تحسين أنظمة التزويد والتوزيع في حوالي 30 مدينة لفائدة أكثر من 15 مليون مغربي. وعلاوة على البنيات التحتية، يولي البنك أهمية متزايدة للقطاعات الاجتماعية، حيث يشمل هذا الدعم الإصلاحات في قطاعات الصحة، والحماية الاجتماعية، والتعليم، والتكوين المهني. ويهدف هذا الدعم إلى تعزيز قابلية التشغيل لدعم تنفيذ خارطة الطريق الوطنية للتشغيل من خلال تشجيع ريادة الأعمال وتطوير الكفاءات.

– كيف تقي مون مستوى التعاون بين المغرب والبنك الإفريقي للتنمية؟

تعكس هذه المشاريع والالتزامات والنجاحات متانة وعمق الشراكة التي نبنيها مع المملكة المغربية منذ أكثر من خمسين سنة.

لقد نجح المغرب، على مدى عقود، في الجمع بين الطموح والقدرة على الصمود، واضعا تنميته في مسار مستدام. ونحن، في البنك الإفريقي للتنمية، فخورون بمواكبة المملكة، البلد المستقر والصاعد بفضل رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس.

وتتجاوز هذه العلاقة إطارها الثنائي، فهي قارية بطبيعة الحال. فالمغرب يضطلع بدوره الإفريقي على الوجه الأكمل.

وقد شكلت إعادة الهيكلة التاريخية للصندوق الإفريقي للتنمية في طنجة سنة 2022، والتي تميزت بتعبئة موارد قياسية بلغت 10 مليار دولار، دليلا قويا على ذلك.

وكذلك الأمر بالنسبة لتنظيم دورتين متتاليتين من منتدى الاستثمار الإفريقي (Africa Investment Forum)، اللتين أسهمتا في تعبئة استثمارات بمليارات الدولارات لدعم التحول والاندماج الإفريقي.

وسيواصل البنك الإفريقي للتنمية الاضطلاع بدور محوري في تعبئة الاستثمارات بين البلدان الإفريقية، خصوصا بالنظر إلى التكامل المتزايد لسلاسل القيمة الصناعية بين بلدان القارة، لاسيما في قطاعات السيارات، والكهرباء، والنسيج، وهو ما أكدته الدراسة التي أنجزناها نهاية 2024 بشراكة مع الاتحاد العام لمقاولات المغرب.

وباسم البنك الإفريقي للتنمية، أجدد التأكيد على التزامنا الكامل بمواكبة شريكنا الأول، المملكة المغربية، بكل عزم وثبات.

و م ع


أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.