بنجرير: جولة المدن الذكية بالمغرب 2025، حوار متجدد بين الابتكار التكنولوجي والاندماج السوسيو-اقتصادي وقابلية التشغيل

اختتمت اليوم الجمعة بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية ببنجرير، “جولة المدن الذكية بالمغرب”، الملتقى المتنقل المخصص للتحول الرقمي للمدن المغربية والإفريقية، والذي شكل مناسبة لتعميق الحوار والتبادل بين صناع القرار المغاربة والأفارقة، وخبراء وباحثين حول الديناميات الهيكلية للتحول، تحت شعار “مدن مستدامة وتشغيل الشباب”.
وتندرج هذه المبادرة، بعد تنظيم محطتي الدار البيضاء والرباط، في إطار دينامية تحول ترابي متحكم فيه ومدروس واستشرافي، على صلة بالتحولات التكنولوجية الطارئة والضرورات الإيكولوجية الملحة ومتطلبات الإدماج الترابي المتنامي، في أفق كأس العالم 2030، التي ستنظمها المملكة إلى جانب كل من إسبانيا والبرتغال.
وفي كلمة بالمناسبة، أكد وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات، يونس السكوري، أن الجماعات الترابية مدعوة إلى الاستجابة لانتقالين على صلة بالطاقة والرقمنة، من أجل تلبية تطلعات الساكنة، لاسيما الشباب، موضحا أن “جولة المدن الذكية بالمغرب” تشكل فرصة هامة لتعبئة الذكاء والكفاءات لفائدة مجالات أكثر صمودا وإدماجا. وأضاف السيد السكوري، أن هذا الموعد يعمق التفكير والحوار حول أفضل الوسائل لتحقيق الالتقائية بين التكنولوجيا والابتكار البيئي، والذكاء الترابي والإدماج الاجتماعي وقابلية التشغيل، لتشكيل مدن الغد، مشيرا إلى أن الجاذبية والتنقل الذكي وتدبير البنيات التحتية أضحت ضمن أولويات سياسة الجماعات الترابية.
من جانبه، سجل وزير التجهيز والماء، نزار بركة، أن العالم يواجه حاليا تحديات كبرى مرتبطة بتدبير الموارد المائية، موضحا أن البحث وتنزيل حلول مبتكرة ومستدامة للموارد المائية أصبحت ملحة أكثر من أي وقت مضى، مشددا على ضرورة الانتقال نحو مستقبل أكثر صمودا وذكاء لقطاع الماء.
وتابع السيد بركة، في كلمة تليت بالنيابة عنه، أن المغرب، تحت القيادة المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، جعل من الابتكار في التكنولوجيات الجديدة ركيزة هامة للتنمية وتأقلم كافة القطاعات، لاسيما قطاع الماء، مضيفا أن التكنولوجيات المتقدمة، من قبيل الذكاء الاصطناعي، تتيح فرصا غير مسبوقة لتحسين الموارد المائية وضمان استدامتها.
من جانبه، استعرض الوالي المنسق الوطني للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، محمد دردوري، أهداف وإنجازات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية منذ إطلاقها من قبل جلالة الملك قبل عشرين سنة، مشيرا إلى أن هذا الورش الملكي يضع الرأسمال البشري، وخاصة الأطفال والشباب، في صلب أولوياته. وأوضح أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، من خلال مبادراتها وأنشطتها متعددة الأبعاد التي تغطي مجموع التراب الوطني، تثمن الرأسمال البشري لجعله قاطرة للنموذج التنموي الجديد ووسيلة لتحسين المؤشرات السوسيو-اقتصادية، مشيرا إلى أن هذا الورش يرتكز على مقاربة تشاركية قائمة على حكامة ترابية تستهدف الفئات الأكثر هشاشة.
من جهته، شدد عامل إقليم الرحامنة، عزيز بوينيان، على أهمية تضافر الجهود بين المشاريع الأكاديمية والسياسات العمومية الترابية لتشجيع الإبداع والذكاء الجماعي، مشددا على ضرورة وضع رأس المال البشري في صلب كل تنمية. وفي هذا الصدد، أشار إلى أن مدينة بنجرير تتميز كأول مدينة ذكية في إفريقيا، وذلك بفضل ثلاث ركائز أساسية، تشمل الابتكار التكنولوجي والنجاعة الطاقية، والتنمية المستدامة، والرأسمال البشري.
بدوره، أكد رئيس جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، هشام الهبطي، في كلمة عبر تقنية الفيديو، أن هذه الجولة صممت لتكون فضاء للحوار والتجريب، ومساهمة ملموسة في الطموح الوطني للتحول الترابي، كما حدده صاحب الجلالة الملك محمد السادس. وأوضح أن هذه المبادرة، التي تقودها جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية بالتعاون مع شركة الدار البيضاء للتظاهرات والتنشيط (كازا ايفينت) ومؤسسة (FIWARE)، تتماشى مع مبادئ النموذج التنموي الجديد، الذي “يدعونا إلى تصور مغرب رقمي، منفتح ومندمج ومستجيب للحاجيات المتطورة لمواطنيه”.
وفي نفس السياق، أكدت الرئيسة العلمية لـ”جولة المدن الذكية بالمغرب”، عواطف حيار، أن هذه المبادرة تضع التحول الترابي الناجع والمندمج والمستدام، والاستثمار في الرأسمال البشري في قلب التنمية الاجتماعية والاقتصادية للمملكة، مشددة على ضرورة الاستفادة من الابتكارات التكنولوجية، وخاصة الذكاء الاصطناعي، لتطوير المدن الذكية في سياق تنظيم كأس الأمم الإفريقية 2025 وكأس العالم لكرة القدم 2030. وركز اليوم الأخير من “جولة المدن الذكية بالمغرب”، المنعقدة بمناسبة الملتقى الإفريقي للمدن الذكية، بشكل خاص، على قدرة المشاريع الكبرى للبنية التحتية على ترك إرث مستدام في المدن المضيفة، وشروط اتصال ترابي مندمج ينهض بقابلية التشغيل وريادة الأعمال، وكذا نماذج الاستثمار المشترك بين القطاعين العام والخاص في الأنظمة الحضرية الناشئة.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.