الرباط.. مؤتمر حواري حول ديناميات التكامل في إفريقيا الأطلسية

انطلقت، اليوم الخميس بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية بالرباط، أعمال الدورة الثانية من المؤتمر الحواري حول دراسة الرهانات الاستراتيجية للمناطق البحرية في إفريقيا الأطلسية، بمشاركة خبراء وأكاديميين وممارسين من دول إفريقية تطل على المحيط الأطلسي بالإضافة إلى دول الساحل.

ويروم هذا اللقاء، المنظم من طرف مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، تحت شعار ” إفريقيا الأطلسية، طموح التكامل ومسار التفعيل”، تحليل الديناميات الجيوسياسية للاندماج والتعاون في فضاء إفريقيا الأطلسية ومنطقة الساحل.

وفي كلمة بالمناسبة، أوضح مسؤول قسم البحث في العلاقات الدولية بالمركز، مهدي بنعمر، أن الاضطرابات الجيوسياسية الدولية تستدعي التقدم في مسار التكامل، الذي يعد أمرا أساسيا لتنمية القارة الإفريقية، مبرزا المبادرات المتعددة التي أطلقها المغرب، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس.

وفي هذا السياق، أكد السيد بنعمر أن “المبادرة الملكية الأطلسية التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس في نونبر 2023 تعد بدون شك خطوة محورية نحو الاندماج”، مضيفا أن المغرب يشهد تقدما استراتيجيا في المنطقة الأطلسية ويقدم نموذجا أصيلا وإفريقيا.

وأضاف أن هذا النموذج تواكبه مشاريع مختلفة، لا سيما المتعلقة بفك العزلة عن دول الساحل وأخرى في مجال الطاقة، مشيرا إلى أن “قوة المغرب وأصالته تكمن في قدرته على تقديم حل إفريقي لهذا الفضاء الذي يوليه اهتماما كبيرا”.

من جهته، أبرز الباحث بمركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، جمال مشروح، أبعاد مبادرة إفريقيا الأطلسية التي تطمح إلى تحقيق تكامل الدول الإفريقية المطلة على المحيط الأطلسي، بالإضافة إلى المبادرة الملكية الرامية إلى تسهيل ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي.

وأوضح أن هذه المبادرات تهدف إلى إنشاء فضاء جيوسياسي مزدهر اقتصاديا، ومستقر سياسيا، ومشترك إنسانيا، وكذا إلى تسهيل ولوج الدول الإفريقية غير الساحلية إلى المحيط الأطلسي.

كما سجل السيد مشروح أن الأمر لا يتعلق بمجرد إنشاء طريق يربط الدول غير الساحلية بالمحيط، بل يتعدى ذلك ليكون مسارا شاملا وعاما، بل فك عزلة شامل يشمل مختلف الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية.

وشدد الباحث على أنه لا ينبغي اختزال القضايا الإفريقية في أبعادها الأمنية والعسكرية وحدها، بل يجب فهمها من منظور التنمية والإزهار.

وتتوزع أشغال هذا المؤتمر على أربع حلقات نقاشية تهم، “مسارات دول إفريقيا الأطلسية: كيف نبني هوية موحدة؟”، و”الحكامة البحرية والمعرفة بالوسط البحري”، و”الاقتصاد الأزرق والبنى التحتية: روافع التقارب في إفريقيا الأطلسية”، و”الربط الطاقي واللوجستيكي في إفريقيا الأطلسية”.

و م ع