أحدث الذكاء الاصطناعي ثورة في المجال الطبي، حيث أصبح يستعمل في رقمنة الملفات الطبية، وأنظمة التشخيص والعلاج الذكية،(…)، مما يساهم في تحسين خدمات الرعاية الطبية.
في حوار مع وكالة المغرب العربي للأنباء، بمناسبة صدور مؤلفها “الطبيب في عصر الذكاء الإصطناعي”، تسلط البروفسور أمال بورقية الأخصائية في أمراض الكلي و زراعة الأعضاء، الضوء على أهداف هذا الكتاب وسبل الاستفادة من الذكاء الاصطناعي باعتباره وسيلة لدعم التقدم العلمي والطبي، وكذا التحديات الأخلاقية التي تواجه هذا المجال وسبل مواكبة التطور الذي يشهده العالم.
صدر لكم، مؤخرا، كتاب يحمل عنوان “الطبيب في عصر الذكاء الاصطناعي”، ماهي أهم مضامين هذا المؤلف؟
هذا الكتاب يروم تسليط الضوء على ما يمكن أن يوفره الذكاء الإصطناعي من أدوات وآليات خدمة للطبيب والطب، وكذا الجوانب الإيجابية التي يمكن الاستفادة منها لتطوير المجال الطبي. كما يجمع اﻟمؤلف بين التحليل اﻟﻌﻠﻣﻲ واﻟﺑﻌد اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ، وكذا تسليط الضوء على كيفية المحافظة ﻋﻠﻰ اﻟطب اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻋﺎﻟم رﻗﻣﻲ.
إن راهنية الكتاب تأتي من كون الذكاء الإصطناعي يقدم إضافات كثيرة للمجال الطبي خصوصا في ما يتعلق باستعمال الأنظمة الذكية والمساعدة على عملية التشخيص والعلاج، وكذا في ما يهم التحاليل سواء الراديولوجية أو البيولوجية، حيث يتجه العالم اليوم، بفضل الذكاء الاصطناعي، نحو فهم أشمل على المستوى الطبي وهوما ما سيتيح التحول من الطب العلاجي إلى طب وقائي.
فمن خلال الواقع الافتراضي ونماذج المحاكاة الرقمية يتيح الذكاء الإصطناعي آفاقا وفرصا كبيرة على مستوى التكوين لفائدة طلبة الطب بشكل خاص والأطباء بشكل عام.
عند الحديث حول الذكاء الاصطناعي، غالبا ما يتم طرح السؤال الأخلاقي، خاصة في ما يتعلق بنسبة اعتماد البشر على هذا الأخير، وإمكانية تعويضه للإنسان في مجموعة من المهن.. كيف ترون هذا الأمر في المجال الطبي؟
المسألة الأخلاقية تكتسي أهمية محورية في الطب، وينبغي على الأطباء وكافة المتدخلين الاشتغال بشكل مكثف حول هذا الموضوع، خاصة في ظل غياب قانون يؤطر هذا المجال، فعلى سبيل المثال في حال وقوع خطأ طبي باستعمال آلة أو تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي فمن الصعب تحديد من المسؤول؟ هل هو الطبيب؟ أم المهندس الذي اخترع الآلة؟ أم الشركة المصنعة أو المستشفى الذي استعملت داخله(…)؟.
أيضا هناك احتمال فقدان الجانب الإنساني في العلاقة بين المريض والطبيب، وهو ما يدفعنا للتساؤل حول ما إذا كانت الآلة أو الذكاء الاصطناعي سيحل مكان الطبيب أو ستحول بينه وبين المريض؟، ومن هذا المنطلق أعتقد أن المسؤولية تقع على عاتق الطبيب حيث يجب استعمال الآلة لصالح الإنسان والحرص على الحفاظ على المكانة والدور اللذان يضطلع بهما الطبيب.
في هذا الإطار نحن في حاجة إلى التوعية والتحسيس والكفاءات الطبية القادرة على اتخاذ القرار والاستعانة بخدمات الآلة وذلك عوض الإعتماد الكلي على هذه الأخيرة التي ستصبح، في هذه الحالة، متحكمة في الطبيب والمريض والإنسانية بصفة عامة.
في ظل التطور الرقمي الذي يشهده المغرب، خاصة في ما يتعلق باستعمال التكنولوجيات الحديثة في المجال الطبي، هل يمكن القول بأننا نستطيع مواكبة التطور الذي يشهده العالم؟
بالطبع نستطيع مواكبة هذا التطور وهذه التقنيات، لكن هناك سؤال يطرح نفسه يهم الجانب الاقتصادي، أي تكلفة هذه العلاجات والتي لا ينبغي الرفع من قيمتها بسبب إدخال تكنولوجيات حديثة.
كما ينبغي الاستثمار في التكوين على عدة مستويات وذلك من خلال تعميم التكوين في مجال الذكاء الاصطناعي لدى طلبة الطب، كما أن الأطباء الشباب الممارسين فهم مدعون أيضا للانخراط في هذه الدينامية ، وذلك بهدف توفير كفاءات قادرة على التعامل بشكل فعال مع هذه التكنولوجيات، وبالتالي مواكبة هذا التطور.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.