ورش الدولة الاجتماعية شكل تحولا جذريا في محددات العلاقة بين المواطن والدولة (عثمان كاير)

أكد رئيس المرصد الوطني للتنمية البشرية عثمان كاير، اليوم الثلاثاء بالرباط، أن ورش الدولة الاجتماعية، شكل تحولا جذريا في محددات العلاقة بين المواطن والدولة.
وقال السيد كاير في كلمته خلال ندوة وطنية حول موضوع “الدولة الاجتماعية : المرجعيات، السياسات والرهانات”، إن هذا “الورش الملكي الكبير، باعتباره ينتمي إلى الزمن الاستراتيجي في أفقه الإ صلاحي وطبيعته المهيكلة التي تستشرف بناء نموذج اجتماعي جديد، شكل تحولا جذريا لمحددات العلاقة بين المواطن والدولة، كما طالت آثاره بشكل عميق كل منظومة الفعل العمومي في أبعادها ذات الصلة بالسياسات، والقيم، ونموذج الحكامة”.
وأضاف أن مسار التفعيل المتواصل لهذا الورش الملكي عرف أيضا تحولا نوعيا على مستوى المقاربات المنهجية، في مستويات المضامين والسياسات والإجراءات والتشريعات، وكذا على صعيد إعادة بناء الهيكلة المؤسساتية المناسبة لتحقيق أهدافه.
وشدد السيد كاير على أنه يتعين الانتباه إلى أن المهم في مشروع كبير ومهيكل مثل الدولة الاجتماعية، “ليس فقط حجم الاعتمادات المالية المخصصة له، ولكن كذلك وبالأساس، في التغيير الهيكلي في ترتيب الأولويات الكبرى، وحجم تحولات هندسة السياسات العمومية ، في تقاطعاتها القطاعية والأفقية والترابية، وكذا في الطابع الإرادي للفعل العمومي الحامل لامتدادات هذا الورش الكبير”.
وسجل أن الدولة الاجتماعية تمثل مسارا حاسما في دينامية إخراج المسألة الاجتماعية من سقف الانتظارية، ومن معادلة الارتهان لمعطيات السياسة أو الاقتصاد، إلى حين توفر ما يكفي من الإصلاحات السياسية.
وخلص رئيس المرصد الوطني للتنمية البشرية، إلى أن المغرب عبر أفق الدولة الاجتماعية، “يعيد، عمليا، ترتيب عقد اجتماعي وسياسي جديد، ويؤسس لديمقراطية بمدخل المواطنة الاجتماعية، قائمة على تفاعل تاريخي للدولة ومؤسساتها وسياساتها مع دينامية الطلب الاجتماعي المتواصل”.
وتبحث هذه الندوة الوطنية التي ينظمها المرصد الوطني للتنمية البشرية، بتعاون مع جامعة محمد الخامس بالرباط، بمشاركة مسؤولين حكوميين، وأكاديمين وخبراء وباحثين في التنمية البشرية، مختلف أبعاد الدولة الاجتماعية ورهاناتها ذات الصلة، من قبيل السياسات الاجتماعية بين الضرورة الاقتصادية والعدالة المجتمعية، وواقع تعميم الحماية الاجتماعية، والدولة الاجتماعية بين التحديات والرهانات، وكذا الأدوار الاجتماعية للجماعات الترابية في ظل الدولة الاجتماعية.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.