نظمت الجمعية المغربية للعلاجات التجديدية، يومي 14 و 15 ماي الجاري بالعيون، النسخة الثانية للندوة الدولية حول التبرع بالأعضاء وزرعها.
ويهدف هذا الحدث العلمي، الذي تم تنظيمه بالتعاون مع كلية الطب والصيدلة بالعيون، تحت عنوان “زراعة العظام والكبد: من الأخلاقيات إلى الممارسة”، إلى تحليل الابتكارات التكنولوجية والجراحية في مجال زراعة الأعضاء وبحث الاستراتيجيات الكفيلة بتوسيع نطاق الوصول إلى هذا العلاج الحيوي.
وشكلت الندوة منصة علمية رفيعة جمعت ثلة من الباحثين والأطباء المغاربة إلى جانب نخبة من الخبراء الدوليين، لمناقشة آخر التطورات السريرية في مجال التبرع بالأعضاء وزرعها، والتوقف عند التحديات والعقبات التي لا تزال تحول دون التطبيق الواسع والفع ال لهذه الممارسات الطبية المبتكرة داخل المستشفيات المغربية.
ويأتي هذا المؤتمر في إطار الجهود المتكاملة التي تبذلها الجمعية المغربية للعلاجات التجديدية من أجل النهوض بالعلاجات المبتكرة في المغرب، وذلك من خلال تعزيز التفاعل البن اء بين المؤسسات الأكاديمية والقطاع الصحي من جهة، وبين المرضى وعموم المواطنين من جهة أخرى.
وفي كلمة بهذه المناسبة، أكد رئيس الجمعية المغربية للعلاجات التجديدية، نجيب الإدريسي، أن الحدث يشكل فرصة مميزة لتبادل الآراء حول التحديات والتقدم المحرز في هذا التخصص الحيوي للمنظومة الصحية في المغرب وأفريقيا.
وأشار الإدريسي، وهو أيضا أستاذ بجامعة محمد السادس للعلوم والصحة بالدار البيضاء، إلى أن الدورة ركزت على موضوعين أساسيين، وهما إحداث وإدارة بنك العظام، وزراعة الكبد للأطفال.
وأوضح أن هذين المجالين يمثلان تحديات كبيرة لمستقبل زراعة الأعضاء في المغرب وإفريقيا، وأن تطويرهما أمر ضروري لتلبية الاحتياجات المتزايدة للساكنة.
وأضاف أن هذا اللقاء يهدف أيضا إلى أن يكون حافزا لاقتراح حلول عملية وفعالة لإزالة العقبات المتعلقة بالتبرع بالأعضاء وبالتالي تقديم فرصة ثانية للحياة لعدد أكبر من المرضى. وأفاد أيضا بأن الجمعية المغربية للعلاجات التجديدية تقترح إنشاء شبكة أفريقية لتطوير التبرع بالأعضاء وزراعتها، والتي سيكون هدفها تعزيز تكوين الأطر والممارسين، من خلال تجميع المهارات والموارد المتاحة في القارة.
وفي هذا الصدد، شدد على ضرورة بناء تعاون أفريقي بيني من شأنه تحسين رعاية المرضى وتسريع إعداد البنية التحتية اللازمة.
من جانبها، أشارت عميدة كلية الطب والصيدلة بالعيون إلى أن الندوة تأتي في أعقاب سلسلة من المؤتمرات والنقاشات التي نظمتها هذه الكلية حول التبرع بالأعضاء والخلايا الجذعية والطب التجديدي، الذي يعتبر طب المستقبل بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي.
وأوضحت أن الندوة تتوخى من خلال تعزيز التبادل بين الخبراء والمشاركين رفع الوعي لدى الأطباء حول تحديات زراعة الأعضاء، من الناحية الفنية والأخلاقية، مع دمج أحدث التطورات العلمية والتجارب السريرية.
وأضافت “من الضروري تكوين أجيال جديدة من الأطباء على هذه الممارسات، لتحسين الرعاية المقدمة للمرضى مع ضمان اتباع مقاربة أخلاقية ومسؤولة”.
وقد قدم هذا الحدث، الذي جمع باحثين وأطباء ومتخصصين، رؤى علمية حول التطورات الأخيرة، وحدد العقبات التي تحول دون تطويرها، واقترح حلولا ملموسة لتحسين الولوج إلى الرعاية الصحية.
كما أتاحت هذه الندوة فرصة فريدة للتبادل والتعاون من أجل تعزيز زراعة الأعضاء في المغرب وعلى الصعيد الدولي.
وعلى هامش هذا الحدث، تم توقيع اتفاقية إطار للشراكة بين الجمعية المغربية للعلاجات التجديدية وشركة “Regen Lab” المتخصصة في العلاج التجديدي في لوزان بسويسرا، بهدف إنشاء إطار للتعاون لتعزيز البحث والابتكار وتبادل المعرفة في مجال العلاجات التجديدية.
وتميزت الندوة بتنظيم ماستر كلاس في الطب التجديدي وورشات عمل تطبيقية ومحاضرات بالإضافة إلى عروض شفوية تسمح للباحثين الشباب بتقديم أعمالهم والتفاعل مع المجتمع العلمي الدولي.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.