نظمت جمعية أنيري للتواصل الثقافي بمناسبة شهر التراث، مساء الأحد، بمركز دار الشباب بالرواضي (إقليم الحسيمة)، ندوة علمية تحت عنوان: ” إبقوين: التراث الثقافي ورهان التنمية – السياحة نموذجا”، شاركت فيها ثلة من الأساتذة الباحثين في اللسانيات ودراسات النوع الاجتماعي والتراث، بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان، والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، ومتخصصين في التراث الثقافي المحلي.
وتطرق المتدخلون في هذه الندوة لمواضيع تهم التراث الثقافي الخاص بقبيلة إبقوين، وتضمنت صناعة الفخار والتراث المعماري، وذلك من منظور التاريخ ورهانات التنمية السياحية، حيث تزخر المنطقة بتراث مادي ولا مادي متنوع، بالإضافة إلى الاحتفالات الشعبية التقليدية في علاقتها بالتنمية، والدور الذي يمكن أن يضطلع به التراث في تحقيق التنمية المستدامة، بالمنتزه الوطني للحسيمة.
واعتبر المتدخلون أن الهدف من تنظيم هذه الندوة، يتمثل في التعريف بخصائص التراث الثقافي ( المادي واللامادي ) المحلي، وإبراز العلاقة بين الحفاظ على التراث والسياحة الثقافية كرافعة للتنمية، من خلال تحفيز الفاعلين المحليين من مجتمع مدني وجماعات ترابية ومستثمرين على الانخراط في تثمين التراث الثقافي عبر التسويق الجيد، وتطوير بنيات الاستقبال السياحي، وكذلك اقتراح آليات عملية تساهم في تثمين وتسويق التراث ثقافيا وسياحيا، بما يخدم التنمية المحلية والوطنية.
وفي هذا الصدد، قال نور الدين أحروش عضو جمعية أنير للتواصل الثقافي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن تنظيم هذا النشاط يندرج ضمن الاحتفال بشهر التراث (من 18 أبريل إلى 18 ماي)، وهو مناسبة للتعريف بخصائص التراث الثقافي بشقيه المادي واللامادي بقبيلة إبقوين، كمدينة بادس التي تعتبر من أقدم المدن بالمنطقة، ومسجد أدوز الذي تم بناؤه في القرن السادس الميلادي على يد أبي الحسن المريني، ويعتبر من المساجد العريقة بإقليم الحسيمة، والذي يتميز بهندسته المعمارية الأصيلة، بالإضافة إلى التعريف بالتراث اللامادي، والذي يشمل التقاليد والعادات التي تتميز بها القبيلة، ومنها الحكايات والأغاني التراثية (إزران).
وأوصى المشاركون في اللقاء، بتثمين التراث المحلي للمنطقة، وتسليط الضوء على دوره في التنمية المستدامة، والنهوض بالصناعة التقليدية المحلية، كصناعة الدوم والفخار، وعقد شراكات مع جميع المتدخلين و المهتمين بمسألة التراث، مشددين على ضرورة وضع قوانين صارمة لحماية المآثر التاريخية وإيجاد الآليات والصيغ العملية للحفاظ على الموروث المعرفي.
كما دعوا إلى تحفيز و تشجيع الطلبة المتخصصين على إنجاز بحوث حول تراث إبقوين، واستثمار الموروث الثقافي و التاريخي في تنمية السياحة القروية والنهوض بالصناعة السياحية والتفكير في إنعاش الترويج السياحي لاسيما من خلال إقامة المعارض، والمهرجانات والاهتمام بالسياحة الثقافية.
وتعتبر قبيلة بقيوة أو إبقوين من أقدم قبائل سلسلة جبال الريف المغربية وإقليم الحسيمة، وتمتد على طول يقارب 40 كيلومترا عبر المنتزه الوطني للحسيمة، من مصب وادي بادس إلى رأس العبيد قرب مدينة الحسيمة، كما تشتهر بتنوع تراثها ومواقعها الأثرية والعمرانية، و تمتاز القبيلة بشواطئها الصخرية المنتشرة على طول الأجراف الكلسية، أشهرها شاطئ مرسى أوشرقي، وثيقيت و وذاوسارت.
و م ع