انطلقت مساء اليوم الخميس بجرادة الدورة الثانية عشر لمهرجان مفاحم الدولي لمسرح الطفل، المنظم تحت شعار “مسرح الطفل، إبداع، فرجة وبناء الأجيال”.
وتهدف هذه التظاهرة الفنية، التي ينظمها اتحاد جمعيات إقليم جرادة بتعاون مع شركاء مؤسساتيين، إلى إبراز الدور الذي يضطلع به المسرح في شحذ وعي الجمهور، فضلا عن خلق حركة مسرحية متطورة من شأنها الإسهام في الارتقاء بجودة هذا الفن.
وتميز حفل الافتتاح بتنظيم كرنفال خاص بالأطفال شاركت فيه عدة مؤسسات تعليمية، في أجواء احتفالية بصمت هذا العرس الثقافي.
كما تميزت هذه التظاهرة بتكريم الفنانين بشرى أهريش وميلود الحبشي، وهما شخصيتان بارزتان في المسرح المغربي، بالإضافة إلى فنانين من إقليم جرادة كرسا حياتهما المهنية لخدمة الفن والثقافة، وهما عبد العزيز الطيبي ومحمد الرحموني.
وتستقبل هذه الدورة، بحسب المنظمين، فرقا مسرحية من فرنسا وإسبانيا وليتوانيا، إلى جانب فرق مغربية من شفشاون وفاس وتازة ووجدة، بالإضافة إلى فرقة محلية من جماعة عين بني مطهر.
وفي كلمة بالمناسبة، أكد مدير المهرجان ورئيس اتحاد جمعيات إقليم جرادة، عمار الهواري، الاهتمام الكبير الذي يوليه هذا المهرجان للطفولة، والدور الأساسي الذي يضطلع به المسرح بأبعاده التربوية والاجتماعية والثقافية في تنمية الطفل.
وأكد في هذا الصدد أن الفرق المدعوة تضم بشكل حصري ممثلين أطفالا، على خلاف الدورات السابقة التي كان الكبار يلعبون فيها أدوارا مخصصة للأطفال، لافتا إلى أن هذا المهرجان الذي أصبح على مدى الدورات موعدا ينتظره سكان الإقليم، لا يقتصر على تقديم العروض المسرحية فحسب، بل يطمح أيضا إلى التعريف بجرادة وإمكانياتها المتنوعة من خلال تواجد فرق دولية ووطنية.
من جانبه، أبرز مدير المركز الثقافي بجرادة، خالد لمريمي، أن الموضوع الذي تم اختياره لهذه الدورة المنظمة بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل-قطاع الثقافة، يعكس رؤية عميقة لأهمية المسرح في حياة الأطفال.
وأضاف أن “الاحتفاء بالمسرح يتيح للأطفال فرصة لاكتشاف ثقافات وتجارب جديدة، فمسرح الطفل ليس مجرد وسيلة للترفيه، بل هو عالم تربوي متكامل يساعد على تشكيل شخصية الطفل، وتنمية التفكير النقدي، وتشجيع الإبداع، وتعليم القيم الإنسانية الأساسية مثل التعاون والتعاطف والشجاعة”.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عبر الفنان ميلود الحبشي، عن سعادته الغامرة وفخره بالتكريم الذي حظي به في هذا المهرجان، لافتا إلى أن لحظات التكريم تعتبر من اللحظات الثمينة في مسيرة الفنان. كما سجل أن تواصل مهرجان “مفاحم” إلى الدورة الثانية عشر، يعد دليلا قاطعا على نجاحه واتساع مداه الفني وقدرته على ترك بصمته في المشهد الثقافي المغربي، مسلطا الضوء على الجهود التي يبذلها المنظمون الذين اختاروا أن يضعوا الطفل في صلب مشروعهم.
وخلص إلى أن “المسرح يتجاوز بكثير مفهوم الترفيه ليتعداه إلى أداة قوية للتعليم والتوعية واليقظة الثقافية”.
ويتضمن برنامج هذه الدورة الذي يصادف الاحتفال باليوم الوطني للمسرح (14 ماي) والذكرى العشرين لإطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، تنظيم ورشات عمل متخصصة في مجالي الإخراج والكتابة المسرحية، بالإضافة إلى ندوة فكرية ستتمحور حول شعار المهرجان وأبعاده التربوية والفنية، فضلا عن توقيع كتاب للكاتب والمسرحي المغربي محمد بنجدي.
و م ع