المغرب العالمي

التوأمة التربوية بين الرباط وباكو .. جسر لتعزيز الحوار الثقافي والمحافظة على التراث

Published by
Maroc24

قامت صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، رئيسة مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط، في إطار البرامج التربوية التي تطورها المؤسسة، بزيارة إلى المؤسسة التعليمية ” المجمع التربوي 132–134″ بمدينة باكو، وذلك ضمن مشروع التوأمة التربوية بين مؤسسات تعليمية بمدينة الرباط والعاصمة الأذربيجانية.

وتنخرط في هذا المشروع، المنظم بشراكة مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، ووزارة الشباب والثقافة والتواصل بالمغرب، وبشراكة مع وزارة العلم والتعليم الأذربيجانية، ومؤسسة حيدر علييف، خمس مؤسسات تعليمية من الرباط، وخمس أخرى بباكو.

ومن خلال هذه المبادرة، تجدد مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط التأكيد على التزامها بتوعية الشباب بأهمية التراث الثقافي، من خلال تشجيع نقل المعرفة والتبادل والانفتاح على الحوار بين الثقافات، وذلك في احترام تام للقيم الكونية التي تروج لها منظمة “اليونسكو”.

وتهدف هذه الشراكة، المبنية على قيم مشتركة تتمثل في حماية التراث ونقل المعارف، إلى تحسيس الأجيال الشابة بالرباط وباكو بثراء ثراتهم الثقافي، مع تعزيز الانفتاح الثقافي من خلال التربية.

كما يسعى برنامج التوأمة إلى تشجيع التبادل الثقافي والتربوي بين المدينتين، من خلال تمكين التلاميذ من تقاسم المعارف والتجارب، ونسج روابط ثقافية دائمة.

وتطمح هذه المبادرة، من خلال مشاريع تعاونية وتجارب تعليمية تفاعلية، إلى تعميق الفهم المتبادل للغنى الثقافي، مع تعزيز التوعية والتعاون على الصعيد العالمي.

وفي حديثه عن هذا المشروع الطموح للتوأمة، أبرز وزير الشباب والثقافة والتواصل السيد محمد مهدي بنسعيد، أهمية الدور الذي تضطلع به مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط، في حماية وتثمين تاريخ وتراث عاصمة المملكة، من خلال سلسلة من المبادرات والأنشطة، مشيرا إلى أن وزارته منخرطة بشكل كامل في هذه الدينامية التي تعزز التبادل الثقافي والتربوي.

وأكد السيد بنسعيد أن هذه المبادرة تكتسي بعدا دوليا من خلال انفتاحها على البرامج الثقافية الخاصة بكل بلد.

ومن جهتها، أوضحت المديرة التنفيذية للمؤسسة، يسرا عنور، أن مشروع التوأمة يندرج في إطار برنامج “أكتشف تراث مدينتي”، الذي تم اعتماده من قبل “اليونسكو” كمرجع في مجال التربية على التراث، ويهدف إلى تعزيز روح التبادل، والتفاهم، والحوار الثقافي بين شباب مدينتي الرباط وباكو.

وأضافت أن هذا البرنامج تم تكييفه مع الخصوصيات الثقافية للعاصمة الأذربيجانية في إطار مشروع التوأمة التربوية، الذي أنجز بشراكة بين مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط ومؤسسة حيدر علييف.

أدوات بيداغوجية تتلاءم مع الواقع المحلي

وتوفر هذه التوأمة، التي تندرج في إطار برنامج “اكتشف تراث مدينتي”، الذي أطلقته مؤسسة المحافظة على التراث الثقافي لمدينة الرباط، أدوات بيداغوجية تفاعلية، تم تصميمها لتتلاءم مع الخصوصيات الثقافية لكل مدينة. وتمكن هذه الأدوات التلاميذ من اكتشاف وفهم وتثمين التراث المحيط بهم، من خلال أنشطة إبداعية وترفيهية وتشاركية.

وقد تم تصميم هذه المقاربات البيداغوجية بعناية لتكون سهلة الولوج وجذابة، وجعل المواضيع الثقافية المعقدة مفهومة وسهلة الاستيعاب لدى التلاميذ. وبخصوص مخرجات المشروع، فإنها تشمل عروضا يقدمها المتعلمون، تبرز مساهماتهم الفنية والأدبية وتعبر عن انخراطهم في اكتشاف التراث الثقافي، من خلال إبداعات أدبية ونصوص تحريرية وقصائد شعرية، وأعمال فنية بصرية، وتوثيق فوتوغرافي.

ومن خلال نسج روابط مستدامة بين المؤسسات التعليمية في الرباط وباكو، تمهد هذه الشراكة الطريق نحو نموذج لتعاون فريد وغير مسبوق من خلال تثمين التراث المحلي، وتعزيز فهم متبادل بين الثقافات.

و م ع

آخر الأخبار