06 مايو 2025

منتدى أوروبا-إفريقيا: اختيار المغرب كضيف شرف يعكس عمق العلاقات الفرنسية المغربية (السيد قيوح)

Maroc24 | اقتصاد |  
منتدى أوروبا-إفريقيا: اختيار المغرب كضيف شرف يعكس عمق العلاقات الفرنسية المغربية (السيد قيوح)

أكد وزير النقل واللوجستيك، عبد الصمد قيوح، اليوم الثلاثاء، أن اختيار المغرب بلد شرف الدورة الرابعة لمنتدى أوروبا-إفريقيا بمرسيليا، يعكس عمق العلاقات الثنائية التي تقوم على شراكة “متجذرة” و”متينة”.

وأكد السيد قيوح، خلال جلسة رفيعة المستوى خ صصت للمغرب ضمن هذا الملتقى الاقتصادي الذي يجمع رؤساء مقاولات ومستثمرين وصناع قرار من القارتين، والذي تشارك فيه أيضا وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، والوزير المنتدب المكلف بالاستثمار والتقائية وتقييم السياسات العمومية كريم زيدان، وسفيرة جلالة الملك بفرنسا، سميرة سطايل، أن هذا الاختيار ي جسد أيضا “الإرادة المشتركة لقائدي البلدين في تعزيز الروابط المتعددة الأبعاد التي تجمع بين البلدين”.

وأوضح أن هذه الشراكة طويلة الأمد لا تقتصر على مجرد تبادلات تجارية، بل تشمل أيضا بروز منظومات صناعية حقيقية بالمغرب، يتجاوز تأثيرها الاقتصادي الحدود المغربية، لتسهم أيضا في تطوير الصناعة الفرنسية وتعزيز تنافسية وجاذبية الحوض المتوسطي وكامل القارة الإفريقية.

وفي هذا السياق، أشار إلى إعطاء صاحب الجلالة الملك محمد السادس انطلاقة أشغال إنجاز خط القطار فائق السرعة القنيطرة-مراكش، الذي أعطى انطلاقته في 24 أبريل الماضي، قائلا إن “هذا المشروع الذي يمتد على 430 كيلومترا، ويندرج ضمن البرنامج السككي في أفق 2030 بقيمة تقارب 10 مليارات يورو، يتم إنجازه بتعاون مع عدد من الشركاء الفرنسيين، وعلى رأسهم مجموعة ألستوم التي ست زود المغرب بـ18 قطارا فائق السرعة، بقيمة تتجاوز 710 ملايين يورو”.

ويتعلق الأمر، وفق الوزير، بأكبر مشروع سككي في إفريقيا حاليا، ورافعة رئيسية للتحول الترابي، وتوفير الوقت للمستعملين، وخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، مذكرا بأنه يمثل “امتدادا لأول خط فائق السرعة في القارة الإفريقية، الرابط بين طنجة والقنيطرة، والذي تم إنجازه أيضا بشراكة مع فرنسا”.

كما أشار إلى استقرار مصانع رونو بطنجة وستيلانتس بالقنيطرة، وهو ما ساهم في تعزيز تطوير منظومة من المصنعين المغاربة والدوليين المندمجين في سلسلة القيمة العالمية، والتصدير إلى أكثر من 70 دولة.

وفي ما يتعلق بالقطاع البحري واللوجستيك، اعتبر الوزير أن الشراكة الأخيرة بين شركة مرسى المغرب والمجموعة الفرنسية “CMA CGM” لتجهيز واستغلال جزء من محطة الحاويات بالناظور غرب المتوسط تشكل أيضا مثالا ملموسا آخر على تميز التعاون الاقتصادي بين البلدين.

وفي قطاع الطيران، يشكل استحواذ شركة إيرباص مؤخرا على مصنع “Spirit AeroSystems” في الدار البيضاء “إشارة قوية” أخرى لهذه الشراكة الاستثنائية، موضحا أن هذا الموقع، الذي تم دمجه الآن في الشبكة الصناعية العالمية لشركة إيرباص تحت اسم “Airbus Atlantic Maroc Aero”، سيلعب دورا استراتيجيا في إنتاج مكونات طائرات “A220” و “A321”.

وقال السيد قيوح إن هذا المشروع “يؤكد على مكانة المغرب كمنصة طيران إفريقية ومتوسطية، قادرة على تلبية أعلى معايير الصناعة العالمية”.

وأشار إلى أن الشراكة بين فرنسا والمغرب في مجال خدمات النقل تتجلى بشكل ملموس من خلال الربط القوي بين البلدين، عبر خطوط جوية وبحرية فعالة، إلى جانب خدمات النقل الطرقي الدولي.

وأضاف أن “كل هذه الأمثلة تعكس تأثير هذا التعاون النموذجي على تعزيز تموقع المغرب كمنصة للإنتاج والتوزيع، في مفترق طرق سلاسل القيمة الأورو-إفريقية”.

وتابع أن “المغرب انخرط في تحويل عميق لنظامه للنقل واللوجستيك، برؤية واضحة يقودها جلالة الملك: بناء نموذج للتنقل والربط المستدام على المدى الطويل، يخدم السيادة والتنافسية والاندماج الإقليمي”.

وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكد السيد قيوح أن “منتدى أوروبا-إفريقيا المنعقد في مرسيليا، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يشكل منصة متميزة للمقاولات الفرنسية الراغبة في إقامة شراكات مع نظيراتها المغربية، واستكشاف فرص جديدة في إفريقيا، في إطار مقاربة رابح-رابح”.

من جانبها، أعربت السيدة سيطايل، في كلمة ألقتها خلال الجلسة رفيعة المستوى المخصصة للمغرب، عن اعتزازها باختيار المملكة كضيف شرف في منتدى أوروبا-إفريقيا بمرسيليا، مشددة على الإرادة المشتركة بين البلدين للمضي قدما نحو المستقبل، في إطار شراكة استثنائية ومتينة “يمكن أن تشكل نموذجا ي حتذى به”.

وأشارت السفيرة إلى أن هذه الشراكة المتكافئة، التي تعززها روابط الثقة المتبادلة، تتضمن خارطة طريق إفريقية مشتركة، مع اهتمامات وطموحات مشتركة، مشيدة بعزم فرنسا على التوجه جنوبا، من خلال المغرب على وجه الخصوص، “وهو أمر ضروري اليوم”.

وفي هذا السياق، ذك رت الدبلوماسية بأن المغرب “طرف فاعل في هذه السردية الجديدة حول إفريقيا منذ ما يزيد عن ربع قرن”، مؤكدة على التزام صاحب الجلالة الملك محمد السادس بالتعاون جنوب-جنوب، حيث قام بأكثر من 50 زيارة رسمية إلى إفريقيا وتوقيع 1500 اتفاقية.

وأكدت أنه: “لم يسبق لأي رئيس دولة وهو يمارس مهامه أن قام بزيارات إلى القارة الإفريقية مثل جلالة الملك محمد السادس”.

وأبرزت السيدة سيطايل في هذا السياق “المبادرة الأطلسية” لصالح بلدان الساحل، والتي تجسد الرؤية الملكية من أجل إفريقيا موحدة ومزدهرة، تهدف إلى تعزيز السلام والاستقرار والازدهار المشترك.

وخلصت إلى القول إن “إفريقيا اليوم لا تطلب مساعدة، بل تقترح شراكات”.

يذكر أن منتدى أوروبا-إفريقيا بمرسيليا، الذي تنظمه المجلة الاقتصادية الفرنسية “لا تريبون” وإقليم “إيكس مرسيليا بروفانس”، تحت شعار “لنبتكر معا”، ي عد موعدا رئيسيا لتسليط الضوء على التحديات والفرص وأوجه التآزر بين البلدان الإفريقية والأوروبية، ويجمع نخبة من المستثمرين ورجال الأعمال وصناع القرار من القارتين.

كما يشارك في هذا المنتدى العديد من صناع القرار الاقتصادي ورؤساء شركات عمومية، من بينهم رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، شكيب لعلج، والمدير العام للوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات، علي صديقي، والرئيس المدير العام لمجموعة طنجة المتوسط، المهدي التازي ريفي، والمدير العام للقطب المالي للدار البيضاء سعيد الإبراهيمي.


أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.