اقتصاد

منتدى أوروبا-إفريقيا..المغرب ليس مجرد سوق للاستثمار بل “خيار استراتيجي” (السيد زيدان)

Published by
Maroc24

أكد الوزير المنتدب المكلف بالاستثمار والتقائية وتقييم السياسات العمومية، كريم زيدان، اليوم الثلاثاء بمرسيليا، أن المغرب “ليس مجرد سوق للاستثمار، بل هو خيار استراتيجي، وشريك موثوق، ومحفز لاقتصاد المستقبل”.

وفي مداخلة له ضمن فعاليات الدورة الرابعة لمنتدى أوروبا-إفريقيا، المنعقدة بقصر “فارو” في مرسيليا الفرنسية، أبرز السيد زيدان الدينامية “المتميزة” التي يشهدها الاستثمار في المملكة، مذكرا بأنها تندرج ضمن إصلاح عميق لنموذج الاستثمار، تم إطلاقه تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس.

وأوضح الوزير أن هذا الإصلاح يروم جعل الاستثمار رافعة هيكلية للنمو المستدام، الشامل والمولد لفرص الشغل، مشيرا إلى أنه تم عبر إعادة صياغة شاملة لمنظومة الحكامة، تستند إلى ثلاثة مرتكزات: وزارة مخصصة للسياسة الاستثمارية الاستراتيجية، ووكالة ترويج الاستثمارات تحت وصايتها (الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات)، ومراكز جهوية للاستثمار تم تحديثها.

وأضاف أن هذا المسار تعزز بدخول ميثاق الاستثمار الجديد حيز التنفيذ في مارس 2023، مشيرا إلى أنه يتجاوز مجرد إطار تحفيزي، من خلال نظام منح مهيكل يستهدف المشاريع ذات القيمة المضافة العالية، ويأخذ بعين الاعتبار التوازنات المجالية.

وسجل أن النتائج الأولية مشجعة جدا، حيث تم اعتماد 191 مشروعا استثماريا بقيمة تفوق 31 مليار يورو، من المتوقع أن تخلق نحو 150 ألف منصب شغل، 85 في المائة منها قيد الإنجاز حاليا.

وفي المجال الطاقي، شدد الوزير على الدور الريادي للمغرب، مستحضرا “عرض المغرب للهيدروجين الأخضر” الذي تم الإعلان عنه في يوليوز 2023، والذي أثار اهتماما كبيرا من قبل القطاع الخاص، وأسفر عن المصادقة الشهر الماضي على ستة مشاريع كبرى تفوق قيمتها الإجمالية 32 مليار يورو.

وقال إن هذه الإنجازات تعكس متانة الأسس الاقتصادية للمملكة، وقدرتها على استقطاب شركاء مرموقين، كما تعكس طموح المغرب في الإسهام الفعال في بلورة نموذج استثماري أورو-إفريقي جديد، قائم على التكامل والثقة وتقاسم القيمة المضافة.

وبخصوص العلاقات الاقتصادية مع فرنسا وأوروبا، أبرز الوزير أنها “ليست تاريخية فحسب، بل أيضا استراتيجية”، مؤكدا أن الجانبين يعملان على بناء طموح مشترك من أجل تنمية مستدامة، عادلة ومربحة للطرفين.

وذكر بأن فرنسا كانت في سنة 2023 أول مستثمر أجنبي في المغرب، بأكثر من 620 مليون يورو من التدفقات، كما تحتل المرتبة الأولى من حيث مخزون الاستثمارات الأجنبية المباشرة، بنسبة تقارب 31 في المائة، مضيفا أن هذه الدينامية تعززت خلال زيارة الدولة التي قام بها الرئيس إيمانويل ماكرون إلى الرباط في أكتوبر الماضي، والتي تم خلالها توقيع 22 اتفاقا ومشروعا استثماريا، خاصة في مجالات السرعة الفائقة والهيدروجين الأخضر والبنية التحتية المينائية.

وأكد أن تنفيذ هذه المشاريع قد بدأ فعليا، مشيرا إلى انعقاد الاجتماع الرابع للجنة تتبع مشروع مشترك بين شركات “توتال”، و”CIP”، و”AP Moller Capital”، والذي خصص لاعتماد الدراسات التقنية والاستراتيجية.

وشدد السيد زيدان على أن العالم يشهد اليوم “منعطفا حاسما” بفعل التحولات الكبرى في مجالات الطاقة والرقمنة والصناعة، والتي تعيد رسم موازين القوى العالمية، معتبرا أن إعادة هيكلة سلاسل القيمة، في ظل توجهات القرب والثقة، تفتح فرصة تاريخية لتعزيز التكامل بين أوروبا وإفريقيا.

وفي هذا السياق، قال إن المغرب يتموقع كـ”بلد رابط” بين القارتين، وبين التحولات الكبرى لهذا القرن، وبين الطموح العمومي والابتكار الخاص، مستندا في ذلك إلى أسس صلبة تشمل رؤية ملكية استباقية، واستقرارا مؤسساتيا، وبنيات تحتية حديثة، وطاقة تنافسية، وأكثر من 50 اتفاقية للتبادل الحر.

ومن بين الأمثلة على هذا التموقع، أشار الوزير إلى تنظيم مونديال 2030 بشكل مشترك من قبل المغرب وإسبانيا والبرتغال، باعتباره نموذجا ملموسا لتعاون أورو-إفريقي مؤثر.

من جانبه، أكد المدير العام للوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات، علي صديقي، خلال مشاركته في ندوة تحت عنوان “أجندة 2063: عهد جديد للتكتل الأورو-إفريقي”، أن المغرب يتبنى رؤية استراتيجية واضحة تجاه القارة الإفريقية، من خلال تموقعه كجسر طبيعي بين أوروبا وإفريقيا.

وأوضح أن هذه الرؤية ترتكز على عنصرين رئيسيين: التعاون والريادة، وتندرج ضمن دينامية جنوب-جنوب قائمة على تقاسم التجارب والخبرات التي راكمها المغرب مع شركائه الأفارقة، وقد تجسدت هذه الرؤية خلال الـ25 سنة الماضية في إنجازات ملموسة.

وأضاف أن المغرب أثبت أنه بالإمكان تحقيق إقلاع اقتصادي حقيقي، بفضل استراتيجية منسجمة، وحكامة قوية، وإطار ماكرو اقتصادي منضبط، مشيرا إلى أن من بين ركائز هذا المسار تبرز الاستقرار السياسي، والانضباط المالي، والانخراط الدائم في سبيل تنمية شاملة ومستدامة.

كما أبرز المسؤول جودة البنيات التحتية المغربية، وحيوية الشباب المغربي الذي وصفه بـ”المحرك الحقيقي للتحول”، مؤكدا أن “المغرب حين يلتزم، فهو ي نجز”، في إشارة إلى قدرة المملكة على تنفيذ المشاريع، كميزة بارزة في نموذجها الاستثماري والتنموي.

يذكر أن منتدى أوروبا-إفريقيا بمرسيليا، الذي تنظمه المجلة الاقتصادية الفرنسية “لا تريبون” وإقليم “إيكس مرسيليا بروفانس”، تحت شعار “لنبتكر معا”، ي عد موعدا رئيسيا لتسليط الضوء على التحديات والفرص وأوجه التآزر بين البلدان الإفريقية والأوروبية، ويجمع نخبة من المستثمرين ورجال الأعمال وصناع القرار من القارتين.

و م ع

Published by
Maroc24

آخر الأخبار