صحة

مؤسسة محمد السادس للعلوم والصحة تعتمد تقنية R-WGS المبتكرة، في سابقة من نوعها بالقارة الإفريقية

Published by
Maroc24

أعلنت مؤسسة محمد السادس للعلوم والصحة عن اعتماد تقنية التشخيص السريع لتسلسل الجينوم الكامل (R-WGS)، بمركزها للطب الدقيق بالرباط، في سابقة من نوعها بالقارة الإفريقية، خدمة للمرضى.

وأوضح بلاغ للمؤسسة أن هذه التقنية، التي اعتمدت من خلال مركز محمد السادس للبحث والابتكار التابع للمؤسسة، تتيح القيام بتحليل وتفسير كامل للجينوم البشري في أقل من عشرة أيام، مقابل عدة أشهر سابقا.

وأبرز المصدر نفسه، أن هذا النوع من الاختبارات الجينية المتقدمة، لم يكن متاحا، حتى عهد قريب، سوى في بعض المراكز الدولية، وكان يتطلب إرسال العينات إلى الخارج، مما كان يستوجب تكاليف باهظة جدا وفترات انتظار طويلة، مضيفا أن هذا الوضع كان يحد بشكل كبير من إمكانية وصول المرضى المغاربة إليه، خصوصا في السياقات الحرجة حيث تكون لكل يوم أهميته.

وهكذا، فإن اعتماد تقنية R-WGS على الصعيد المحلي، يمثل “منعطفا حاسما”، خاصة أنه يتيح لأول مرة في المغرب، القيام بسلسلة كاملة بدءا من استخراج الحمض النووي وصولا إلى التقرير الطبي النهائي، من قبل فرق مغربية عالية التأهيل، ومدربة وفقا للمعايير الدولية، باستخدام منصات تكنولوجية من الجيل الجديد.

وأشار البلاغ إلى أن معالجة البيانات البيولوجية معلوماتيا يتم تعزيزها من خلال إدماج أدوات الذكاء الاصطناعي، مما يظهر الخبرة الوطنية في مجال الطب الجينومي المتقدم، مضيفا أن التأويل الطبي المتخصص للنتائج يتم إجراؤه محليا من قبل أخصائي في علم الوراثة، مما يضمن تحليلا سياقيا مدمجا مع الواقع السريري للمريض.

وأضاف أن “التقارب بين التحليل البيولوجي والقرار الطبي يتيح التكفل السريع بشكل دقيق وملائم”.

وتمثل تقنية R-WGS أيضا “تقدما كبيرا”، لاسيما في مجال صحة الأم والطفل، حيث إنه يتيح تحديد الأمراض الوراثية الخطيرة بشكل عاجل لدى حديثي الولادة الذين يخضعون للعناية المركزة بالمستشفى، في الوقت الذي يمك ن فيه الحصول السريع على التشخيص من توجيه القرارات العلاجية بشكل ناجع، مع انعكاس مباشر على التشخيص وجودة العلاجات.

وسجلت المؤسسة أنه بقدرة أولية تبلغ عدة مئات من الجينوم سنويا، فإن مركز الطب الدقيق يتموقع كفاعل مرجعي لاعتماد تقنية التشخيص السريع لتسلسل الجينوم الكامل (R-WGS) في المغرب، موضحة أن من شأن هذه التكنولوجيا أن تفيد عددا متزايدا من المرضى، خاصة في أقسام طب حديثي الولادة وطب الأعصاب وأمراض القلب والأورام.

وأضافت أنه “بفضل حافز الرغبة المؤكدة في مزيد من الانتشار، يطمح المركز إلى الرفع تدريجيا من هذه القدرة من أجل تلبية الاحتياجات الوطنية والانفتاح على أوجه التعاون الإقليمي والدولي”.

كما أشارت المؤسسة إلى أن مركز الطب الدقيق يلتزم بضمان ولوج عادل إلى اختبار R-WGS لفائدة المرضى المغاربة، كجزء من دينامية السيادة الصحية، بهدف إدماج هذه التقنية المبتكرة تدريجيا ضمن مسار العلاجات المعيارية في مستشفيات المملكة.

وبحسب البلاغ، فإن نشر هذه التقنية سيتم بالتشاور مع السلطات الصحية ومنظمات التأمين لضمان الاستمرارية والتكفل العلاجي.

وأكد المصدر ذاته، أن هذه المبادرة تعد الأولى من نوعها في القارة الإفريقية وتندرج ضمن الالتزام الاستراتيجي لمركز الطب الدقيق بالتنفيذ الملموس لهذا الطب في المغرب، مضيفا أنه سيتم في نهاية المطاف دمج تقنية التشخيص السريع لتسلسل الجينوم الكامل (R-WGS)، ضمن مسار علاج المريض المغربي، مما سيغطي مجموعة واسعة من التخصصات الطبية ذات العلاقة بعلم الجينوم (طب الأطفال وحديثي الولادة، وطب الأعصاب، وأمراض القلب، وطب الأورام الطبية وطب الأورام لدى الأطفال، وأمراض الكلى، وأمراض الدم، والأمراض الأيضية، وطب المناعة السريرية، والطب الباطني، وطب النساء التناسلي،… وغيرها).

وخلص البلاغ إلى أن هذا الانتشار سيصاحبه تعاون على الصعيدين الوطني والدولي في أفق جعل المغرب، بشكل دائم، فاعلا رئيسيا في علم الجينوم الطبي في القارة الإفريقية.

و م ع

آخر الأخبار