الداخلة: الكونفدرالية المغربية لأرباب مراكب ومعامل صيد السمك السطحي (COMAIP) تحتفي بكفاءاتها الصناعية الشابة

احتفت الكونفدرالية المغربية لأرباب مراكب ومعامل صيد السمك السطحي (COMAIP)، بكفاءاتها الصناعية الشابة، وذلك تزامنا مع زيارة رئيس الحكومة، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، السيد عزيز أخنوش، لمدينة الداخلة يومي 2 و3 ماي الجاري. وأوضحت الكونفدرالية المغربية، في بلاغ لها، أنها نظمت، بهذه المناسبة، لقاء نوعيا جمع نخبة من الكفاءات الشابة العاملة في المهن الصناعية المرتبطة بالاقتصاد الأزرق، وذلك لإبراز الدينامية المتنامية لهذا القطاع وآفاقه الواعدة. وأضاف المصدر ذاته أن هذا اللقاء عرف مشاركة عدد من الأطر الشابة من المهندسين واللوجستيين، والتقنيين المتخصصين العاملين داخل شركات عضوة في الكونفدرالية، إلى جانب عدد من الكفاءات الأجنبية القادمة من أوروبا وآسيا وإفريقيا. وي جسد هذا التنوع الانفتاح المتزايد للصيد البحري المغربي وأثره المتنامي على المستويين المحلي والدولي. وأشارت الكونفدرالية إلى أن هذا اللقاء شكل مناسبة لإثارة عدد من النقاط المحورية، مع رئيس الحكومة، والتي تعكس التحولات التي شهدها القطاع بفضل نتائج مخطط “أليوتيس”، الذي أ طلق برؤية ملكية استراتيجية. وشدد المتدخلون على أهمية إدخال آليات جديدة ت مكن من تحقيق صيد مستدام وتعزيز الأثر الاجتماعي والاقتصادي، بالإضافة إلى تمكين سفن الصيد بالمياه المبردة (RSW) من تثمين منتجات المأكولات البحرية، بما في ذلك المنتجات التي كانت غير مستغلة سابقا، مما رفع من مردودية القطاع وقيمته المضافة. وفي هذا الإطار، تم الإعلان عن انطلاق برنامج تدريبي طموح بمدينة الداخلة، حيث ستبدأ أولى دوراته في 19 ماي 2025، بشراكة مع عدد من المنظمات، وبمساهمة مؤسسات جامعية مغربية مرموقة، وبتعاون مع برنامج الجامعة البيلاجكية (Pelagic University)، الذي أطلقته الكونفدرالية. ويهدف هذا البرنامج إلى تأهيل المواهب الشابة وأطر المستقبل، من خلال دورات تكوينية مصممة خصيصا للتقنيين والمديرين، تأخذ بعين الاعتبار خصوصيات النظام البيئي البحري في الأقاليم الجنوبية للمملكة، مع تعزيز شراكات محلية دائمة لتقديم تكوينات عملية تتماشى مع احتياجات القطاع وتطلعاته. وتضطلع الكونفدرالية المغربية لأرباب مراكب ومعامل صيد السمك السطحي بدور ريادي في هذا المسار التنموي، من خلال مساهمتها الفعالة في بناء منظومة صناعية مستدامة وذات مردودية عالية، توفر فرص عمل مؤهلة على امتداد الساحل الجنوبي للمحيط الأطلسي. وتوفر هذه الصناعة أكثر من 13,500 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، مما يجعلها محركا اقتصاديا رئيسيا في الجهة، حيث تساهم في هيكلة سوق الشغل على المستوى الإقليمي، وتعزيز تنمية مهارات جيل جديد من الكفاءات المهنية. كما أن أكثر من 30 بالمائة من الساكنة النشيطة في المنطقة يعتمدون بشكل مباشر على هذا القطاع، الذي يضطلع بدور فع ال في إدماج الفئات الهشة ضمن منظومة اقتصادية دينامية، مستدامة ومنظمة. وتجدر الإشارة إلى أن 60 بالمائة من مناصب الشغل المباشرة في الشركات المنضوية تحت لواء الكونفدرالية تشغلها نساء، وهو ما يعكس الأثر الاجتماعي القوي للصناعة في مجالي الإدماج والتمكين الاقتصادي. إضافة إلى ذلك، فقد شكل اللقاء، يؤكد البلاغ، فرصة لتسليط الضوء على النجاحات التي حققها مخطط “أليوتيس”، الذي أ طلق سنة 2009 برؤية ملكية استراتيجية، حيث مث ل نقطة تحول كبرى في قطاع الصيد البحري بالمغرب، مشيرا إلى أن هذا المخطط ساهم في تطوير القطاع وتحديثه بشكل ملموس، وأطلق دينامية اقتصادية قوية، خاصة في جهات مثل الداخلة وادي الذهب، مما أدى إلى تحول عميق في النسيج الصناعي وتعزيز تنافسية القطاع على المستويين الوطني والدولي. وخلال هذا اللقاء، أبرز أحد مهندسي الكونفدرالية أنه “في السابق، كان كل طن من الأسماك المفرغة يوفر فرصة عمل لحوالي 20 شخصا . أما اليوم، وبفضل نتائج هذا المخطط، فإن نفس الكمية توفر سبل العيش لأكثر من 80 عاملا، وذلك ضمن مشاريع متكاملة ومندمجة وذات قيمة مضافة عالية.” وأشار المصدر ذاته إلى أن الكونفدرالية حرصت، في إطار سعيها لمواكبة متطلبات الشركاء الدوليين المتزايدة، على تشكيل فرق عمل كفؤة قادرة على الاستجابة لهذه التحديات. ويضم التجمع الصناعي التابع لأرباب مراكب ومعامل صيد السمك السطحي حاليا أكثر من 250 مهندسا من خريجي أرقى المدارس الوطنية، مما يعكس مستوى عال من التأهيل. ويوفر هذا التجمع أيضا فرص عمل في مجالات حيوية مثل الإنتاج، والجودة، والبحث والتطوير، واللوجستيك، وهو ما يعزز مسار التنمية الصناعية ويؤكد تثمين الكفاءات الوطنية كركيزة للتقدم.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.