الصويرة .. حفل استثنائي للاحتفاء بمرور 250 سنة على معاهدة السلام بين المغرب والبرتغال

نظم بفضاء الذاكرة والحوار بين الثقافات “بيت الذاكرة” بالصويرة، مساء أمس الأحد، حفل استثنائي لتخليد الذكرى الـ250 لمعاهدة السلام الموقعة سنة 1774 بين المغرب والبرتغال.
ويندرج هذا الحدث، الذي تميز على الخصوص، بحضور مستشار جلالة الملك والرئيس المؤسس لجمعية الصويرة – موكادور، السيد أندري أزولاي، وشخصيات بارزة أخرى من عوالم الدبلوماسية والثقافة والفن، في إطار مهرجان “سبعة شموس سبعة أقمار” الذي حط الرحال يمدينة الرياح، كموعد للموسيقى الشعبية بالمتوسط والعالم الناطق بالبرتغالية.
كما شكل هذا التخليد مناسبة لإبراز الدور الطلائعي لهذه المعاهدة في النهوض بقيم التعايش المشترك وتعزيز العلاقات المغربية البرتغالية.
وبهذه المناسبة، تمكن الجمهور من استكشاف عمل موسيقي غير مسبوق، يعد ثمرة إقامة فنية جمعت بين فنانين مشهورين ينحدرون من ضفتي البحر الأبيض المتوسط، مجسدين، عبر آلاتهم الموسيقية وأصواتهم، غنى الحوار بين الثقافات.
وقدمت الفرقة المكونة من عازف القيثار البرتغالي كوستوديو كاستيلو، والمغنية البرتغالية آنا باولا مارتينز، وعازف العود والمغني المغربي حمزة بوخليفي، والموسيقي الكناوي خالد عماروش، وفنان الرقص عصام الحيطي، للحضور مزيجا ساحرا من موسيقى الفادو والأصوات المغربية، تكريما للتاريخ المشترك بين البلدين.
وعلى مدى ساعتين، استمتع الجمهور بإيقاعات أعمال بارزة تنهل من رصيد الموسيقى المغربية، مع اكتشاف ألحان مستوحاة من التراث البرتغالي، في جو من التقارب والانفتاح والعيش المشترك، يجسد لتقليد صويري خالص.
وفي كلمة بالمناسبة، أوضحت الكاتبة العامة لجمعية الصويرة – موكادور، كوثر شاكر بن عمارة، أن “هذا الحفل يتوخى أن يكون احتفاء بقيم التسامح والحوار والإبداع المتقاسم بين المغرب والبرتغال”.
وأشارت إلى أن “الصويرة كانت على الدوام أرضا للتبادل، والاحترام المتبادل والعيش المشترك المتناغم. ومن خلال هذا العمل الموسيقي غير المسبوق، أردنا الاحتفاء ليس فقط بمعاهدة تاريخية، بل بصداقة حية مرتبطة بالبحر والموسيقى والتاريخ”.
وأضافت السيدة شاكر بن عمارة أن هذا المشروع الفني يشكل أيضا تكريما قويا لفنان “الفادو” لكوستوديو كاستيلو، والذي تميزت مسيرته المهنية إلى جانب شخصيات بارزة من قبيل أماليا رودريغيز وماريزا وميسيا وكريستينا برانكو.
من جانبهم، عبر الفنانون المغاربة والبرتغاليون عن اعتزازهم بالمشاركة في هذا الاحتفاء التاريخي، مسلطين الضوء على غنى التبادل الفني والإنساني الذي ميز إقامتهم المشتركة.
ويندرج هذا الحدث، المنظم من طرف جمعية الصويرة – موكادور، بشراكة مع السفارة البرتغالية في المغرب، ومعهد كامويس، ووزارة الثقافة البرتغالية (المديرية العامة للفنون)، بالإضافة إلى الإدارة الفنية لمهرجان “سبعة شموس سبعة أقمار”، ضمن دينامية التعاون الثقافي المغربي البرتغالي، واستمرارية للجهود المبذولة من مدينة الصويرة لإشاعة قيم السلام والتنوع والحوار بين الحضارات على المستوى الدولي.
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.