01 مايو 2025

دورة فصول السنة ودوامة التغيرات المناخية

Maroc24 | تكنولوجيا |  
دورة فصول السنة ودوامة التغيرات المناخية

مواسم صيف أطول وأكثر حرارة، وأمطار متأخرة وعاصفية: لقد أضحت الظروف المناخية منذ مدة، غير مواتية، في حين يتعرض تقويم الفصول لاضطراب غير مسبوق.

الأمر يبعث على الانشغال، في الوقت الذي يلقي فيه تهديد التغيرات المناخية بظلاله على كوكب الأرض على نطاق واسع.

هذه الاضطرابات تؤثر على النظم البيئية وعلى التنوع البيولوجي والمجتمعات، مما يعرض للخطر الأمن الغذائي والاستقرار الاقتصادي وإمكانية الحصول على الماء.

وتتأثر دورات الماء في العالم، على نحو خاص، بتأثيرات تغير المناخ، بحدوث فيضانات في بعض المناطق وجفاف في مناطق أخرى. ووفقا للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، فإن أكثر من نصف الشبكات المائية في العالم واجهت ظروفا غير طبيعية.

ويتقاسم هذا المعطى محمد سعيد قروق أستاذ علم المناخ بجامعة الحسن الثاني في الدار البيضاء، الذي يرى أن المناخ يأتي في قمة الهرم البيئي، وأن أي اضطراب يحدث على هذا المستوى يؤثر بالضرورة على التوازنات البيئية برمتها.

وأوضح السيد قروق في حديث لوكالة المغرب العربي للانباء، أن اختلال “الآلة المناخية” هو نتيجة مباشرة لارتفاع الاستخدام الطاقي بسبب الأنشطة البشرية كاستغلال الطاقة الأحفورية، واستخدام الآلات، وتحويل طبيعة التربة، وتلوث الجو.

ونظرا لارتفاع هذه الحصيلة الطاقية، – يضيف الخبير-، تتأثر بهذه الظاهرة، دورة الماء وهي أول مكون طبيعي.

وأبرز أن اتساع الخزان الجوي الناجم عن زيادة تبخر الماء يمنع الغلاف الجوي من الوصول إلى مستوى التشبع اللازم لتحفيز هطول الأمطار.

وفي انتظار هذا التشبع، يستمر التبخر وتتوقف التساقطات، مما يؤدي إلى الجفاف، أي حدوث تبخر بدون هطول أمطار.

ومن هذا المنطلق، يكون هناك وضع معقد يتميز، من ناحية بارتفاع درجة الحرارة، ومن ناحية أخرى بدورة مائية غير منتظمة وغير مستقرة.

وتنطوي هذه الدورة الحرارية المائية الجديدة على حدوث تغير في جغرافية البرودة والحرارة، حيث يغزو المجال الساخن المجال البارد.

واعتبر الباحث أنه “إذا تعرضت الدورة الجوية لغزو كتل هوائية ساخنة وحصيلة طاقية زائدة، فإنه من غير المرجح هطول الأمطار”.

ومن الواضح أن المغرب ليس بمنأى عن هذه الظاهرة، حيث سجل الباحث أن البلاد شهدت الظاهرة نفسها منذ دجنبر الماضي، بعد أن استقرت تدفقات الغلاف الجوي بعرض سواحل المملكة.

وتابع أنه نتيجة لذلك تعرض المجال المغربي لتأثير بارد منذ يناير الماضي، أدى إلى تكثيف تبخر الماء الموجود في الغلاف الجوي، ما تسبب في تأخر هطول الأمطار.

فوراء كل جفاف غير معتاد وكل أمطار عاصفية، هناك دورة تتعرض لاضطراب. وفي مواجهة هذا التحول الموسمي، لم يعد التكيف اختيارا، بل أضحى ضروريا للتخفيف من آثار تغير المناخ.

و م ع


أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.