جهات

المغرب يؤمن بقدرة دول الجنوب على تجديد نفسها والرفع من وتيرة تقدمها (السيد بوريطة)

Published by
Maroc24

أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، اليوم الاثنين بالرباط، أن المغرب يؤمن بقدرة دول الجنوب على تجديد نفسها والرفع من وتيرة تقدمها.

وأبرز السيد بوريطة، في كلمة تلاها باسمه فؤاد يازوغ السفير المدير العام للشؤون السياسة الدولية، خلال أشغال النسخة الثالثة من منتدى الحوار البرلماني جنوب- جنوب، أنه بات من الضروري أن تتجه هذه الدول نحو تعزيز التعاون البيني وإقامة مختلف أشكال الشراكات الاستراتيجية والتضامنية بين البلدان الشقيقة.

وأشار إلى أن منتدى الحوار البرلماني جنوب – جنوب يأتي في إطار انخراط المملكة المغربية تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس في دعم كل المبادرات الهادفة إلى تعزيز أواصر التعاون بين دول الجنوب.

وأوضح أن المؤتمر يندرج في نطاق ترسيخ النسخة الأولى من هذا المؤتمر التي احتضنتها مدينة الرباط، قبل ثلاث سنوات، ذلك المسار الذي يجسد الإرادة السياسية الرفيعة لبلدان الجنوب بتوطيد دعاماته وتحقيق أهدافه عبر تعزيز هذا البعد المتميز من العمل الدبلوماسي البرلماني.

وتابع الوزير، أن لقاء اليوم محطة بالغة الأهمية في مسار تنزيل أهداف إعلان “الرباط عاصمة التعاون جنوب – جنوب”، وتجسيد لإرادة جماعية من أجل بناء وتقوية جسور التقارب والعمل المشترك في ظل سياقات إقليمية ودولية تتطلب مضاعفة التنسيق، وتعزيز التضامن والثقة كأدوات أساسية لبناء شراكات حقيقية متوازنة ومستدامة، وهو ما يبرز دور الدبلوماسية البرلمانية التي تشكل مجالا خصبا من أجل إنتاج الأفكار والتنسيق والتشاور وتبادل الخبرات بمنظور تعاون جنوب-جنوب تفرضه التحديات المشتركة.

كما نوه السيد بوريطة في هذا الصدد بالاختيار الوجيه لموضوع “الحوارات البين إقليمية والقارية بدول الجنوب: رافعة أساسية لمجابهة التحديات الجديدة للتعاون الدولي وتحقيق السلم والأمن والاستقرار والتنمية المشتركة” وما سيتمخض عنه من توصيات ومخرجات عملية خدمة لقضايا التنمية المشتركة في إفريقيا وآسيا والمنطقتين الأمريكولاتينية والعربية.

وأشار إلى أن المؤتمر يكتسي أهمية خاصة بالنظر إلى حضور ممثلي 13 اتحادا وجمعية برلمانية، ومشاركة 25 دولة تغطي 3 قارات، وهي دول تزخر بإمكانات هائلة للنماء المشترك والتحول الاقتصادي والتكنولوجي والابتكار، وتوفر فرصا حقيقية لتحسين مستوى عيش شعوب هذا الفضاء.

وأضاف أن قناعة المملكة المغربية كانت ولاتزال أن التحديات الراهنة والمستقبلية التي تواجه شعوب الجنوب تستدعي تبني مقاربة تقوم على مبدأ التنمية المشتركة، وتأخذ بعين الاعتبار حاجيات وخصوصيات كل بلد وتعمل على تثمين مجهوداته الوطنية في إطار مقاربة تشاركية على مستوى المنطقة أو الإقليم.

وتجسيدا لهذه الروح يقول الوزير، أطلقت المملكة، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مجموعة من المبادرات من الجنوب ولفائدة الجنوب، وفي طليعتها مسلسل الدول الإفريقية الأطلسية، والمبادرة الملكية لتسهيل ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي، ومشروع خط أنبوب الغاز نيجيريا-المغرب، وهي مبادرات تجسد بالملموس، التزام المغرب الدائم والثابت لصالح تعاون جنوب-جنوب تضامني وفعال، وتعكس في الآن ذاته رؤية المملكة في معالجة قضايا الجنوب من خلال مبادرات عملية وواقعية.

واستحضر الوزير في هذا السياق ، التوجه الذي أكده صاحب الجلالة الملك محمد السادس بمناسبة الخطاب السامي الذي وجهه إلى القمة ال29 لقادة دول وحكومات الاتحاد الإفريقي بأديس أبابا، حيث أكد جلالته على أنه من الأساسي أن تحدد الدول الإفريقية أهدافا واقعية وعملية تقوم على الأولويات الحقيقية للقارة، فإفريقيا لم تعد في حاجة إلى الشعارات الإيديولوجية وإنما تحتاج إلى العمل الملموس والحازم في ميدان السلم والتنمية البشرية.

وأشار السيد بوريطة إلى أن المغرب أطلق تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس مسلسلا من الإصلاحات والأوراش التنموية الكبرى ليدخل بذلك في مسار تنمية شاملة اقتصادية واجتماعية وقانونية ودستورية وضعته في مصاف الدول التي راكمت رصيدا مهما من الخبرات والممارسات الفضلى مما يؤهله للإسهام بفاعلية في المسار التنموي والبين إقليمي.

وأبرز أن التجارب التي راكمها المغرب في عدد من القطاعات والمجالات الاستراتيجية والحيوية كالطاقات المتجددة والاستغلال المستدام للموارد الطبيعية فضلا عن التكنولوجيات الجديدة ومكافحة الإرهاب تضع المملكة في مكانة خاصة على المستويين الإقليمي والقاري.

كما تفتح آفاقا واسعة لحوار وتعاون عمليين مع الدول والمجتمعات الصديقة والشقيقة خاصة في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية والعالم العربي، وذلك في إطار رؤية ملكية سامية تولي مكانة بارزة لتعاون جنوب-جنوب مبني على التضامن الفاعل والمتين والاحترام المتبادل والمنفعة المشتركة والشراكة رابح-رابح. من جهة أخرى، أكد السيد بوريطة أن حالة عدم الاستقرار والغموض التي تطبع السياق الدولي الراهن تضع على عاتق ممثلي الشعوب مسؤولية سياسية وأخلاقية، تقتضي منهم الإنصات لمخاوف مواطنيهم وفهم انتظاراتهم، لاسيما في الدول التي اختارت المسار الديمقراطي كخيار يتم ن دور المؤسسات ويعترف بها كفاعل رئيسي في ترسيخ التعاون بين الشعوب وتعزيز الأمن والسلم الدوليين.

وقال إن انعقاد النسخة الثالثة من هذا المؤتمر البرلماني يبعث على التفاؤل، ويجسد مسارا واعدا نحو ترسيخ التعاون بين دول الجنوب، بما يكفل استدامته، ويجعل منه إطارا رسميا للاجتهاد الجماعي وتنسيق الجهود والمبادرات المشتركة.

و م ع

Published by
Maroc24

آخر الأخبار