تستمر التعاونيات النسائية في جذب الأنظار من خلال مشاركتها الفعالة في النسخة السابعة عشرة من الملتقى الدولي للفلاحة بمكناس.
ويستقطب هذا الحدث الهام بمكناس كبار الفاعلين في المجال الفلاحي من مختلف أنحاء العالم، كما يعرف حضورا مميزا للتعاونيات التي تبتكر وتطور منتجات مجالية جديدة تسهم في تعزيز الاقتصاد المحلي والنهوض بأوضاع المرأة، وتعزيز دورها الاقتصادي والاجتماعي.
ولا تقتصر مشاركة التعاونيات النسائية في المعرض على عرض منتجاتها فقط، بل هي فرصة لتعزيز علاقاتها مع الزبناء والموزعين، والتعرف على التوجهات الحديثة في السوق الفلاحية.
وشهد جناح التعاونيات في المعرض الدولي للفلاحة بمكناس إقبالا لافتا من الزوار، حيث شدت المنتجات المعروضة الأنظار بجودتها العالية وتنوعها، عاكسة معها مهارات وإبداع المرأة المغربية في المناطق القروية، فضلا عن التعرف على القصص الملهمة لنساء استطعن من خلال التعاونيات تجاوز التحديات الاقتصادية والاجتماعية، وتسليط الضوء على الدور الهام الذي تلعبه المرأة في النهوض بالقطاع الفلاحي المغربي.
ومن بين هذه التعاونيات، تبرز تعاونية الرياحين لتنمية المنتجات الجمالية التي تنحدر من جهة بني ملال-خنيفرة، والتي تعد نموذجا ملهما للنجاح الذي تحقق بفضل العمل المتواصل على تثمين المنتجات المجالية المحلية. وقد لاقت منتجات التعاونية، وخاصة الكسكس المغربي، بأصنافه المتعددة، إقبالا متزايدا خلال أيام المعرض، مما يعكس الجودة العالية والابتكار الذي تتميز به.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، تحدثت السيدة سناء وفدي، مسيرة التعاونية، عن فكرة تأسيسها التي بدأت بتوجيه من والدتها، حيث اقترحت أن تتخصص التعاونية في صناعة الكسكس. ومن هذه الفكرة البسيطة، نشأت قصة تطور وإبداع أسفرت عن مجموعة واسعة من المنتجات المجالية التي تحمل بصمة التعاونية الخاصة، والتي أضحت تمثل مصدر فخر وإلهام للعديد من النساء في الجهة.
وأكدت السيدة وفدي أن التعاونية استفادت من دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في مراحلها الأولى، حيث تم تزويدهم بالمعدات اللازمة لبدء العمل، مما ساهم في تحقيق النجاحات الأولى.
وعند الحديث عن مشاركتهم في المعرض الدولي للفلاحة بمكناس لهذا العام، قالت “نحن فخورون بما حققناه حتى الآن، ومع كل مشاركة، نستمر في تطوير منتجاتنا وابتكار أفكار جديدة”، مضيفة أن التعاونية تخطط لإنتاج منتجات خالية من الجلوتين قصد تلبية احتياجات الزبائن الذين يعانون من حساسية تجاهه، فضلا عن خططها المستقبلية للتوسع نحو أسواق أخرى.
وأوضحت أن هذه المشاركة الثانية للتعاونية في المعرض الدولي للفلاحة تظهر استمرار تقدم التعاونية ونجاحها في جذب الاهتمام المحلي والدولي.
من جانبها، قالت مسيرة تعاونية “ديما إسكاركو” من جهة سوس-ماسة إن مشاركة التعاونية في المعرض الدولي للفلاحة بمكناس “تعدفرصة متميزة، حيث نرى فيها أكثر من مجرد عرض لمنتجاتنا، بل منصة لتوسيع آفاقنا وتبادل الخبرات مع زوارنا الأعزاء”.
وأضافت أنه من خلال هذا الحدث البارز، نتمكن من التعرف على تجارب مبتكرة، مما يتيح لنا فرصة للتفاعل مع العديد من التعاونيات المشاركة وتبادل المعرفة والخبرات.
وتابعت السيدة نادية “نحن نسعى جاهدين لتمثيل المغرب بأفضل صورة ممكنة من خلال مشروعنا الذي يعتمد على هلام الحلزون كأحد المكونات الرئيسية لإنتاج منتجات التجميل الطبيعية. إن فخرنا بمشاركتنا في هذا المعرض يعكس التزامنا العميق بتحقيق التميز، ونتطلع إلى أن يظل هذا المعرض حافزا لاستمرار الابتكار والنمو المستدام”.
وأكدت مسيرة التعاونية أنها تؤمن بأن هذه المشاركة ستفتح آفاقا جديدة، وستساهم في تعزيز مكانة التعاونية في السوق المحلية والدولية، مما سيمكنها من تقديم أفضل ما لديها لتطوير صناعة التجميل المغربية.
من جهتها، أبرزت اعمر غلانا، رئيسة تعاونية “بصمة إبداع الصحراء” النسوية، في تصريح مماثل، أهمية تثمين موارد الإبل في الأقاليم الجنوبية للمملكة، من خلال تحويلها إلى منتجات تجميلية وغذائية مبتكرة.
وأوضحت أن التعاونية انطلقت سنة 2019 برأسمال بسيط، وركزت في بداياتها على إنتاج صابون حليب الإبل، قبل أن توسع نطاق منتجاتها لتشمل مواد تجميلية أخرى مشتقة من حليب الإبل وسنامه، بالإضافة إلى منتوجات غذائية مثل “الخليع” ولحم الإبل المجفف.
وأكدت غلانا أن التعاونية تطمح حاليا إلى إنشاء مقر خاص بها لعرض وتطوير منتجاتها، بدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وذلك بهدف الحصول على الترخيص الصحي من المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية.
كما اعتبرت مشاركة التعاونية بمعرض مكناس فرصة بالغة الأهمية، تساعد في التغلب على أكبر التحديات التي تواجه التعاونيات، والمتمثلة في التسويق وصعوبة الولوج إلى الأسواق الكبرى، مثل الدار البيضاء والرباط وطنجة.
وأشارت إلى أن الاستعداد لهذا المعرض يكون طيلة السنة، لما له من دور كبير في إيجاد سبل لتسويق المنتوج المحلي.
ويفتح المعرض الدولي أبوابه أمام مشاركة التعاونيات من أجل فتح آفاق جديدة للتسويق، والولوج إلى الأسواق الوطنية والدولية، وتبادل الخبرات والتجارب مع فاعلين اقتصاديين من داخل المغرب وخارجه، حيث شهدت هذه الدورة مشاركة أزيد من 500 تعاونية تعمل على تثمين المنتجات المجالية، كالأعشاب الطبية والعطرية، العسل، وزيت الأركان، والكسكس، وغيرها من المنتوجات.
و م ع