تم ،اليوم الجمعة بالرباط، توزيع الشهادات على مجموعة من الأساتذة الباحثين خريجي المرحلة التجريبية الأولى من مشروع “تعزيز المهارات البيداغوجية والرقمية لأعضاء الهيئة التدريسية بالجامعات المغربية” (ReCOMP-ES)، الذي أطلقته منظمة الإسيسكو بتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.
ويستند هذا النموذج البيداغوجي الجديد، الذي استفاد منه حوالي 120 استاذا باحثا من 12 جامعة عمومية مغربية، إلى مقاربات مبتكرة من حيث محتوى التكوينات ومنهجيات التحضير والتدريس على حد سواء، تحت إشراف وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، ومنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة، بالتعاون مع اتحاد جامعات العالم الإسلامي. ويهدف إلى بناء القدرات والتميز الأكاديميين والعلميين لصالح الأساتذة الباحثين العاملين بالجامعات ومؤسسات التعليم العالي، عبر برنامج للتكوين التربوي يحمل عنوان (ريكومب إيس). واستهدف البرنامج، في مرحلته الأولى، أساتذة باحثين حديثي التوظيف أساسا (ما بين 5 و10 سنوات) حيث يتسم بمقاربة معتمدة على بناء القدرات في البيداغوجيا والديداكتيك وأساليب استخدام الوسائل الرقمية في التعليم، تروم تزويد الأساتذة الباحثين الشباب في الجامعات المغربية ببيداغوجيات مبتكرة ونشطة، تدمج الأدوات الرقمية في جميع محطات العملية التعليمية للرفع من المردودية المحصلة داخل الفصول.
وفي هذا السياق، أكد المدير العام للإسيسكو سالم بن محمد المالك، في كلمة بمناسبة حفل توزيع الشهادات، أن مشروع تعزيز القدرات التربوية والرقمية لأعضاء هيئات التدريس في الجامعات المغربية يجسد نموذجا ناجحا للتعاون المثمر بين منظمة الإيسيسكو، واتحاد جامعات العالم الإسلامي، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار.
وأوضح السيد بن محمد المالك أن هذا المشروع يهدف إلى تعزيز أساليب التدريس النشط، وتمكين الأساتذة الباحثين من تصميم دروس حضورية وعن بعد، مع دمج أدوات التطوير المهني ضمن البيداغوجيا الجامعية مؤكدا أن دعم مثل هذه المبادرات هو استثمار في الإنسان، ويساهم في بناء منظومة تعليمية منفتحة وآفاقها الواعدة.
من جانبه، أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار عز الدين الميداوي، أن الوزارة تعمل على تعزيز البحث العلمي والابتكار في المغرب من خلال شراكات استراتيجية مع منظمة الإيسيسكو، مشيرا إلى أن هذه الشراكة تهدف إلى تحسين أداء الأساتذة الجامعيين وتعزيز قدراتهم في مجالات التربية والعلوم والثقافة.
وأضاف الوزير، في كلمة تلاها الكاتب العام للوزارة بالنيابة، أن اختيار الإيسيسكو شريكا لهذا المشروع لم يكن اعتباطيا، بل هو اعتراف بدورها الريادي في دعم الدول الأعضاء في هذه المجالات.
وقد تمحور هذا المشروع، يضيف الوزير، حول مجالات تكوينية نوعية، منها علوم التربية وأساليب التدريس الجامعي، أساليب التدريس الرقمية والتعلم الإلكتروني، إنتاج المضامين البيداغوجية والتغطية الإعلامية، والتعليم المفتوح والموارد التعليمية المفتوحة، إضافة إلى الأخلاق والنزاهة العلمية والسلوك المسؤول في البحث.
ونوه السيد ميداوي بالمجهودات التي تحققت في هذه المرحلة الأولى من المشروع، مؤكدا أن هذا الإنجاز يعكس حرص الأساتذة على التطور المستمر والتزامهم الراسخ بخدمة التعليم العالي في المغرب، كما اعتبر أن نيل هؤلاء الأساتذة لهذه الشهادات ليس فقط تتويجا لمجهوداتهم، بل هو أيضا تعبير عن إيمان الوزارة بدورهم المحوري، واستمرارها في دعمهم وتوفير كل الظروف الملائمة لتطورهم المهني.
ويتطلع المشروع إلى تكريس التميز الأكاديمي والعلمي بالجامعات ومؤسسات التعليم العالي بالمغرب، عبر مقاربة شمولية ومندمجة، تهدف إلى الجمع بين آليات مبتكرة ، من حيث محتوى التكوينات ومنهجيات التحضير والتدريس، بالإضافة إلى إدماج وثيق للحلول الرقمية باعتبارها آلية ناجحة من أجل تجويد التحصيل الأكاديمي والعلمي وتطوير التكوينات الجامعية لفائدة الطلبة.
و م ع