أمضى اثنا عشر فنانا مغربيا، اجتمعوا من 21 إلى 24 أبريل في إقامة فنية بمتحف التاريخ والحضارات بالرباط، أربعة أيام في إضفاء لمساتهم الخاصة على أعمال فنية مذهلة لإبراز جمال وغنى تراث عاصمة المملكة.
ومكنت هذه الإقامة، التي مرت في جو يطبعه الاجتهاد والهدوء في إطار الدورة الـ30 للمعرض الدولي للكتاب والنشر، تحت شعار “الرباط عاصمة العالم من خلال رسومات كتب الأطفال”، المشاركين من مدارس مختلفة من تقاسم تجاربهم وتقنياتهم الفنية لإعداد شريط مصور جماعي يعكس تاريخ الرباط.
وأوضح الكاتب والفنان التشكيلي الفرنسي- المغربي، ميكائيل الفتحي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه الإقامة الفنية، التي تندرج في إطار المنتدى العربي لأدب الطفل، جمعت رسامين شباب للعمل على الرسومات المرافقة لنص أدبي أصلي بعنوان “الرباط عاصمة الكتاب”، من تأليفه.
وأشار مؤطر هذه الإقامة إلى أنه “من أجل ذلك، قمنا بتقطيع هذه القصة الخيالية التي تغطي تاريخ الرباط بأكمله، منذ القدم وحتى يومنا هذا”، موضحا أن هذا العمل الجماعي مكن كافة المقيمين من تملك جزء من هذا التاريخ وتكييفه مع أسلوبه الخاص.
وشكل هذا اللقاء، الذي مثل فضاء حقيقيا للبحث والتأمل في الذاكرة المعمارية والتاريخية والرمزية للمدينة، فرصة للمشاركين للتعمق في التاريخ الحي للرباط والتساؤل حول دور الصورة في نقل المعرفة والحفاظ على الذاكرة وإيقاظ المشاعر.
واعتبرت رئيسة التطوير المهني في المنتدى العربي لناشري كتب الأطفال، الرسامة أمينة العلوي الهاشمي، أن هذه الإقامة تهدف إلى التحسيس بأهمية التأطير والتكوين في مجال رسوم الأطفال.
وأتاح هذا الحدث، الذي يشجع على التفكير والإبداع والبحث البصري المرتبط بتاريخ مدينة الرباط وذاكرتها، للمشاركين الشباب فهما أفضل لدور الرسم التوضيحي كجسر بين الطفل والكتاب، من خلال الرموز والعناصر البصرية المستوحاة من المخيال الجماعي والهويات المحلية.
وفي هذا الصدد، أعربت الرسامة إلهام فلوكى، خريجة المعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان، عن سعادتها بالمشاركة، إلى جانب زملائها، في إنجاز شريط مصور جماعي يبرز الثراء التاريخي لمدينة الرباط، مؤكدة أن هذه التجربة مكنتها من استغلال مهاراتها التوضيحية واكتساب مهارات جديدة، من أجل الجمع بين النص والصورة بشكل أفضل.
وتم دعم واقتراح هذا الحدث، الذي نظم في إطار احتفالية “الرباط عاصمة عالمية للكتاب 2026″، وأشرفت على تنسيقه ياسمين الكواكبي، مديرة النشر في دار نشر “ينبوع الكتاب”، من قبل المنتدى العربي لناشري الكتب، ومقره الشارقة، بهدف تعزيز انفتاح الرسامين المغاربة على العالم العربي وخلق شراكات جديدة مع ناشري كتب الأطفال على الصعيد الدولي.
و م ع