طنجة .. انطلاق النسخة الرابعة لفعاليات الأبواب المفتوحة لمعهد الأميرة للا مريم للأطفال الانطوائيين

انطلقت، اليوم الأربعاء، فعاليات الأبواب المفتوحة التي تنظمها جمعية دعم تسيير معهد الأميرة للا مريم للأطفال الانطوائيين بطنجة، في نسختها الرابعة.
وتهدف هذه الفعالية، المقامة على مدى ثلاثة أيام بمناسبة اليوم العالمي للتوحد تحت شعار “دور الدمج المهني والإعلامي في تعزيز فرص الشباب ذوي اضطراب طيف التوحد”، إلى رفع مستوى الوعي والتحسيس وتسليط الضوء على فئة الأشخاص في وضعية إعاقة، وتحديدا الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد، وتعزيز حقوقهم وحمايتها وضمان تمتعهم الكامل بها.
ويأتي تنظيم هذا الحدث للمساهمة في الإشعاع والتعريف بهذه الفئة وتسليط الضوء على المراكز والجمعيات التي تعمل على التكفل بها ورعايتها وتأهيلها والمساهمة في تحقيق الدمج الاجتماعي لها.
في هذا الإطار، أشاد محمد سعيد الزنيبر، رئيس الجمعية المنظمة، بجهود أسر الأطفال في وضعية إعاقة، وبخاصة الأمهات “لما يتحملنه من عناء في التتبع والعناية بهم”، مستحضرا دور مختلف الشركاء المؤسساتيين في مساندة ودعم المعهد للقيام بمهامه التأطيرية في خدمة هذه الفئة من المجتمع.
واعتبر الزنيبر، في كلمة بالمناسبة، أن تخليد اليوم العالمي للتوحد “مناسبة للوقوف على أنشطة المعهد التي تعزز القدرات التعليمية والتربوي ة والحسية والسلوكية والاجتماعية للأطفال، الذين يستحقون كل الاهتمام والعناية والتحفيز كباقي أقرانهم في المجتمع”.
وقال في هذا السياق إن “تجربتنا مع هؤلاء الأطفال بينت بالملموس أن كل المجهودات التي بذلت خلال السنوات الماضية والمتواصلة، من خلال البرامج والخطط المسطرة، أكدت بما لا يدع مجالا للشك نجاعتها وفعاليتها”.
وتوقف المتحدث نفسه عند “دمج عدد من الأطفال المستفيدين من خدمات المعهد في المؤسسات التعليمية ضمن البرنامج المدرسي، الذي نراهن عليه لتقوية قدراتهم وتطوير مهاراتهم التعليمية”، داعيا إلى “المزيد من التعاون بين مختلف المتدخلين من أسرة ومؤسسات وفعاليات مدنية من أجل الإدماج الجماعي، وتحقيق الاستقلالية لهذه الفئة”.
بدوره، أبرز الحاج عنابة، مدير معهد الأميرة للا مريم للأطفال الانطوائيين بطنجة، دور المعهد في “الاندماج الاجتماعي والسوسيو اقتصادي للأطفال المستفيدين، لتحقيق جزء من استقلاليتهم من خلال التأهيل السلوكي وتقوية القدرات، التي تتيح لهم ممارسة حياتهم بشكل طبيعي”.
ودعا عنابة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، كل مكونات المجتمع إلى احتضان هؤلاء الأطفال، وبخاصة في ما يتعلق بالتشغيل سواء في القطاع العام أو الخاص، عبر منحهم فرصا للتدريب والإدماج المهني، تستجيب لقدراتهم وتطلعاتهم في عيش حياة طبيعية.
من جهته، سجل عادل الصنهاجي، المدير العام لجمعية يحيى للأطفال التوحديين بتطوان، أهمية تنظيم الأبواب المفتوحة للمعهد في الانفتاح على فعاليات المجتمع المدني، باعتبارها بوابة للتحسيس ودمج هذه الشريحة من المجتمع.
وذكر الصنهاجي، في تصريح مماثل، بأن المملكة المغربية وإلى جانب إرسائها منظومة تشريعية، أطلقت مبادرات متميزة لصالح هذه الفئة، أبرزها إحداث صندوق لدعم تمدرس الأطفال في وضعية إعاقة، الذي “كان له انعكاس إيجابي من خلال دمجهم في مراكز متخصصة أو في المؤسسات التعليمية”.
ورأى أن “الطموح يبقى هو الدمج الشامل والرفع من قدرات الأطفال من ذوي طيف التوحد داخل فضاءات المؤسسات التعليمية والجامعية والمهنية”، داعيا إلى العمل على تجاوز التحديات التي تواجه المتدخلين في هذا المجال، وتعزيز دورهم الترافعي والتحسيسي إلى جانب ما هو خدماتي.
يذكر أن معهد الأميرة للا مريم للأطفال الانطوائيين بطنجة تأسس بتعليمات ملكية في يوليوز 2002 كأول معهد للرعاية الاجتماعية بالمملكة يعنى بتقديم الخدمات الطبية وشبه الطبية للأطفال الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد.
ويسهر الفريق شبه الطبي بالمعهد على تشخيص كل حالة وتتبع البرامج التربوية المناسبة لها مع التركيز على إشراك الأسرة، ومساعدة الأطفال المستفيدين من ذوي اضطراب طيف التوحد في تنمية قدراتهم، والتكيف مع الاختلافات الفردية والاجتماعية.
و م ع
من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.