28 مارس 2024

وول ستريت جورنال : هدوء غريب بعد عقود من الصراع في أفغانستان!

Maroc24 | دولي |  
وول ستريت جورنال : هدوء غريب بعد عقود من الصراع في أفغانستان!

قالت صحيفة وول ستريت جورنال (The Wall Street Journal) في تقرير لمراسلها من ولاية هلمند الأفغانية، أنه منذ سيطرة الحركة على البلاد في 15 من غشت الماضي، توقفت المعارك والغارات الجوية وتم نزع فتيل الألغام البدائية أو إزالتها من مناطق واسعة كانت مسرحا لمعارك طاحنة بين قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والحكومة الأفغانية وبين مقاتلي طالبان.

ورغم أن حالة الحرب المستمرة التي ابتليت بها المناطق الريفية الأفغانية منذ عقود قد خفت حدتها، فإن هجمات مميتة متفرقة استمرت من قبل الفرع الإقليمي لتنظيم الدولة الإسلامية خاصة في شرق وشمال البلاد وفي العاصمة كابل، لكنها لا تمثل سوى نزر قليل فقط من العنف الذي اجتاح أفغانستان بعد الغزو الأميركي عام 2001.

وفي معظم أنحاء البلاد -ولا سيما في الجنوب، المهد التاريخي لحركة طالبان- يسافر العديد من المواطنين لأول مرة منذ جيل، دون الحاجة للتفاوض في طريقهم عبر نقاط التفتيش التي كان يقيمها أحد أطراف النزاع.

ويؤكد تقرير وول ستريت جورنال أن الاستثناء الوحيد لحرية التنقل هذه في أفغانستان هن النساء، اللائي يواجهن الآن المزيد من القيود في العمل والمدارس وكثير من الأماكن الأخرى، كما أنه لم يعد باستطاعتهن مغادرة منازلهن دون رفقة قريب ذكر.

وفي سانغين -إحدى مدن ولاية هلمند جنوبي البلاد، والتي كانت واحدة من أكثر البلدات تعرضا للقصف خلال الحرب، مما تسبب في مقتل آلاف المدنيين و200 جندي بريطاني وأميركي- بدأ السكان العائدون بناء منازلهم المدمرة على ضفاف نهر هلمند الذي جف إلى حد كبير، مستخدمين في ذلك ما تيسر لهم من حصى ورمال لصنع قوالب يجففونها تحت أشعة الشمس.

ويقول حاجي صفي الله (58 عاما)، وهو عامل بناء في المنطقة، بينما كان منهمكا في تكديس الرمال على متن شاحنته “الحكومة أفقر منا.. ندعو الله فقط ألا يسلبوا منا أي شيء”.

و يضيف التقرير أن الكثيرين في جنوب أفغانستان بات لديهم شعور بالارتياح مشوب بالحسرة بعد انتهاء الحرب وخروج القوات الأميركية من البلاد. فخلال 20 عاما من الحرب، اعتمد الجيش الأميركي -ولاحقا القوات الأفغانية- بشكل كبير على القوة الجوية لدحر التمرد، مما تسبب في مقتل آلاف المدنيين، وكانت المناطق الجنوبية هي التي تحملت العبء الأكبر لهذه الضربات.

كما أن مشاهدة المسلحين في هذه المناطق الريفية الجنوبية -التي اعتادت القوات الأميركية خوض أعنف المعارك فيها-أصبحت الآن أمرا نادرا، بعدما ذهب معظم مقاتلي طالبان إلى المدن خاصة كابل، لتعزيز وجود الحركة هناك.

ويقول عبد الخالق منتظر (32 عاما) قائد شرطة طالبان في موسى قلعة، وهي مركز اقتصادي للحركة في شمال هلمند، “ليس لدينا الكثير من نقاط التفتيش هنا.. كل عناصر طالبان هنا هم من السكان المحليين، وهم يعرفون من هم الطيبون والأشرار في المنطقة”.

ويضيف -خلال مأدبة عشاء في الهواء الطلق مع السكان المحليين- “عندما يدخل شخص سيئ، نتبعه ونراقبه”، وهي “تجربة تعقب جديدة” بحسب الصحيفة، بعد أن اعتاد سكان المنطقة العيش لسنوات تحت التهديد المستمر لضربات الطائرات المسيرة.

المصدر : The wall street journal


أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.