19 مارس 2024

“تيسلا” تفتح مصنعها الأول في أوروبا للجمهور رغم الجدل

Maroc24 | تكنولوجيا |  
“تيسلا” تفتح مصنعها الأول في أوروبا للجمهور رغم الجدل

افتتحت “تيسلا” الأميركية مصنعها المستقبلي الضخم في برلين للجمهور السبت في مراسم اكتست طابعا احتفاليا، وهو أول مصنع لها في أوروبا فيما يؤمل أن يبدأ تسليم السيارات الكهربائية في ديسمبر.

وشارك آلاف في حفل الافتتاح، في حين لم تحصل الشركة بعد على رخصة بناء نهائية للمصنع الذي يعارض إقامته بعض سكان المنطقة.

ووجّهت كلّ الدعوات في الحدث بناء على التسجّل فيه عبر الإنترنت وحُرم كثيرون منها من كثرة الطلبات.

وظهر رئيس الشركة إيلون ماسك بعد الظهر، محاولا قراءة بضعة جمل بالألمانية، قبل استئناف حديثه باللغة الإنكليزية.

وقال “نحن مستعدون لبدء الإنتاج في غضون بضعة أشهر، في الثاني نوفمبر أو  الأول ديسمبر، على أمل تسليم سياراتنا الأولى في الأول ديسمبر”.

وأضاف وسط تصفيق الحاضرين “نريد إنتاج سيارات كهربائية رخيصة وبكميات كبيرة في هذا المصنع من أجل تسريع الانتقال في مجال الطاقة”.

وشملت الفعاليات حفلا للموسيقى الإلكترونية وألعابا وأكشاكا للطعام النباتي خلال يوم أرادته المجموعة الأميركية أن يكون على صورة برلين، عاصمة السهر الأوروبية.

يسعى المصنّع الأميركي من خلال هذا الحدث إلى كسب ودّ السكان بعد جدل استمرّ أشهر أثّر على الورشة.

فقد استفادت “تيسلا” من مسار استثنائي ومثير للجدل للاستحصال على تصريح مسبق، سمح لها بأن تباشر أعمال التشييد في 2019، قبل حصولها على رخصة بناء.

ومذاك لم تحصل المجموعة بعد على أيّ رخصة نهائية من السلطات المحلية التي ما زالت تدرس أثر المصنع على البيئة، في وقت شارفت الأعمال نهايتها.

وأثار هذا النظام الاستثنائي وما استتبعه من وضع فوضوي سخط بعض سكان الجوار الذين أعربوا عن قلقهم من المساس بالمواد المائية والتنوع الحيوي في المنطقة.

ولم يوفّروا جهدا لتأخير المشروع، من حشد دعم جمعيات وإطلاق تظاهرات وتقديم دعاوى أمام القضاء وتوجيه رسائل مفتوحة.

وطالبت جمعية “غرونيه ليغا” بأن “تمتثل تيسلا للمعايير عينها التي تُفرض على غيرها من الشركات”.

وعكّر صفو هذه الأجواء الاحتفالية محتجّون يندّدون بالآثار البيئية للمشروع احتشدوا صباح السبت بالقرب من المصنع، حاملين لافتات كتب عليها “أوقفوا تيسلا” أو “الموارد المائية والحرجية لا تُستغلّ لأغراض التربّح الخاص”.

وقالت غوردرون لوبيك، وهي ناشطة بيئية في التاسعة والستين من العمر “من غير المقبول تشييد مصنع من هذا القبيل بدون رخصة”.

والعام الماضي، ألزم القضاء “تيسلا” بتعليق المشروع بسبب خطر تدمير الموطن الطبيعي لأصناف محمية من السحالي والأفاعي.

وأطلق استفتاء تشاوري عام في سياق مسار منح الرخصة يبقى مفتوحا حتى الرابع عشر من الأول أكتوبر.

وفي غضون هذه المهلة، من المستبعد منح أي ترخيص نهائي لا غنى عنه لإطلاق الإنتاج في المصنع.

وقالت وزارة البيئة في براندنبورغ وهي الولاية التي يقع فيها المعمل لوكالة فرانس برس إن “ما من تاريخ محدّد بعد” لمنح هذه الرخصة.

يقع المصنع الذي أعلن عنه بزخم كبير في الثاني/ نوفمبر 2019 في غرونهايديه في ضاحية برلين ويمتدّ على 300 هكتار ومن المرتقب أن يبلغ إنتاجه 500 ألف سيارة كهربائية في السنة.

ويعتزم إيلون ماسك أن يقيم فيه أيضا “أكبر مصنع للبطاريات في العالم”.

وستكون هذه المنشأة مزوّدة بأحدث التقنيات، وأبرزها “أكبر آلة لصبّ القطع المنفصلة في العالم”، بحسب فرديناند دودنهوفر الخبير في صناعة السيارات ومدير المعهد الألماني “سنتر أوتومايتيف ريسيرتش”.

وهو أوضح أنه من شأن هذه التقنيات أن “تسمح بتحفيض تكاليف الإنتاج إلى حدّ بعيد وتحسين نوعية المنتجات”.

غير أن الغموض ما زال يلفّ هذا الموقع، بيد أن مقابلات التوظيف جارية على قدم وساق، بحسب عدّة شهادات، ما يثير بدوره تنبيهات من نقابات العمّال حول ضرورة احترام حقوق العمل وحرّية تشكيل نقابات.

ويخشى كثيرون ألا تكون البنى التحتية كافية لمصنع بهذا الحجم في هذه المنطقة السابقة من ألمانيا الشرقية.

وقالت مارلين فينكلر (35 عاما) “لست متحمّسة كثيرا. فما من مساحات وطرق كافية لهذا المصنع”.

وفي حال لم تحصل المجموعة على أيّ رخصة، ينبغي لها أن تفكّك المصنع على نفقتها الخاصة.

غير أن هذا الاحتمال “مستبعد” في نظر فرديناند دودنهوفر، نظرا “للدعم السياسي للمشروع، إذ إن أغلبية الأحزاب تؤيّده”.

وقد أثارت هذه التأخيرات “امتعاض” المجموعة الأميركية التي دعت في رسالة مفتوحة نشرتها في مارس إلى “إصلاح” إجراءات الترخيص في ألمانيا.

وصحيح أن البلد معروف بفعاليّته على الصعيد العالمي، غير أن مشاريع البنى التحتية الكبيرة تستغرق وقتا طويلا فيه بسبب البيروقراطية المفرطة في نظر الأوساط الاقتصادية.

TESLA MOTORS


أضف تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم‬.